الشـبهة الثانية: هي قولهم: الكلام على الديار مسألة فقهية يذكرها العلماء في أبواب الفقه ولا يذكرونها في أبواب العقيدة والتوحيد؟
فأقول: إنّ علماء الإسلام عندما يتحدّثون عن العقيدة والتوحيد يذكرون بالأدلّة أنّ الطاعة والتشريع من حقّ الله، وأنّ من أقرّ للطاغوت البشري بالطاعة والتشريع فقد كفر وخرج عن ملّة الإسلام. وبالعمل بهذه العقيدة التي هي مدلول كلمة الشهادة يصير الناس الذين هم كانوا في القديم مجتمعاً واحداً فريقين: فريقٌ مؤمنٌ موحّدٌ وفريقٌ مشركٌ كافرٌ، ثم يعذّب المشركون المؤمنين لإعادتهم إلى حظيرة الكفر .. ثم يكون للمؤمنين الموحّدين دارٌ يُهاجرون إليها ويُنفذّون فيها شريعة الله، وتكون كذلك نقطة الانطلاق للجهاد الإسـلاميّ.
فالعقيدة هي سبب نشأة الدارين، فإحدى الدارين منسوبة إلى الإسلام والأخرى إلى الكفر. والإسلام والكفر من أهمّ مواضيع العقيدة، ولكنّ العلماء يذكرون الديار عندما يتحدّثون عن الأحكام التي تتعلّق بالديار: كالجهاد والهجرة والمعاهدات والديات وغير ذلك، وبمجرّد ذكر هذه الحقيقة المعلومة لطلبة العلم تموتُ هذه الشبهة بإذن الله إلى غير رجعة.