الصلاة : قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة: 153]. وقال تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ، الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ [البقرة: 45]. وفي الحديث: «وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر ٌفزع إلى الصلاة» [أحـمد]. وفي الحديث: «وكانوا إذا فزعوا فزعوا إلى الصلاة» [أحـمد]. ومن رحمة الله لعباده أن جعل الصلاة ركناً من أركان الإسلام، ولا يصحّ إسلام المرء إلاّ بِها . قال الله تعالى: ﴿فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ﴾ [التوبة: 11]. وفي الحديث: «إنَّ بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة» [مسلم]. وهي أعظم الفرائض بعد التوحيد. قال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ [البيّنة: 5]. وقال تعالى: ﴿وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ﴾ [الأنعام:71-72]. وقال تعالى: ﴿إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي﴾ [طة: 14]. وتنقسم الصلاة إلى فرائض ونوافل، ويجب أن تصلّى الفرائض في الجماعة ويؤخذ الوجوب من الأدلّة الآتية: قال تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ، أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ﴾ [البقرة:43-44]. فقول الله تعالى: ﴿وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ أفاد الوجوب، أي وجوب الصلاة في الجماعة عند المقدرة. وكذلك أمر الله النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلِّي بالمسلمين جَماعة مع وجود الخوف من العدوّ، فكيف يجوز ترك الصلاة في الجماعة مع وجود الأمن من الأعداء. قال تعالى: ﴿وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ﴾ [النساء: 102]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أثقل الصلوات على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلموا ما فيهما لأتوهما ولو حبواً» []. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ولقد هممتُ أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلاً فيصلِّي بالناس، ثم أنطلق في رجالٍ معهم حزم من حطبٍ إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرِّقَ عليهم بيوتهم بالنار» [متفق عليه]. وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تلك صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق، يَجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقر أربعاً لا يذكر الله فيها إلاّ قليلاً» [مسلم]. والصلاة لها شروط لا تصحُّ إلاّ باستكمالها، وهي : (1) الإسلام: لأن عمل المشرك والكافر مردود. قال تعالى: ﴿أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ﴾ [التوبة: 17]. (2) العقل: فالمجنون لا تكليف عليه حتى يبرأ . وفي الحديث: «رفع القلم من ثلاثة النائم حتى يستيقظ، والمجنون حتى يفيق، والصغير حتى يبلغ» [أبو داود/النسائي]. (3) الطهارة من الحدث: لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾ [المائدة: 7]. وقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا﴾ [النساء: 43]. (4) إزالة النجاسة: وتزال من البدن والثوب والمكان . قال تعالى: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدثر: 4]. وفي الحديث: «تنَزّهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه». وفي الحديث: "جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: أرأيت إحدانا تحيض في الثوب كيف تصنع"؟ قال: «تحتُّه ثم تقرصه بالماء، وتنضحه وتصلِّي فيه» [متفق عليه]. وفي الحديث: «جاء أعرابيٌّ فبال في طائفة المسجد، فزجره الناس فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم فلما قضى بوله أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذنوب من ماء فأهريق عليه» [متفق عليه]. ستر العورة : قال تعالى: ﴿يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ [الأعراف: 31]. وفي الحديث: «غطّ فخذيك فإن الفخذ عورة» [أبو داود]. وفي الحديث: «لا يصلِّ أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء» [متفق عليه]. وفي الحديث: «لا يقبل الله صلاة حائض إلاّ بخمار» [أبو داود/الترمذي]. وفي الحديث: «أن أم سلمة رضي الله عنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أتصلِّي المرأة في درع وخمار بغير إزار؟ قال:إذا كان الدرع سابغاً، يغطِّي ظهور قدميها» [أبو داود]. وقالت عائشة: "لا بدّ للمرأة من ثلاثة أثواب تصلِّي فيها: درعٌ وجلبابٌ وخـمارٌ". (5) دخول الوقت: لقوله تعالى: ﴿فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: 103]. وقوله تعالى: ﴿أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾ [الإسراء: 78]. وفي الحديث: سألتُ النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحبُّ إلى الله عز وجل. قال: «الصلاة على وقتها». []. وفي الحديث: أن جبريل عليه السلام أمَّ النبي صلى الله عليه وسلم في أول الوقت وفي آخره، فقال: "يا محمّد الصلاة بين هذين الوقتين" [أحمد/النسائي/الترمذي]. (6) استقبال القبلة: لقوله تعالى: ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ﴾ [البقرة: 144]. وفي الحديث: صلَّينا مع النبي صلى الله عليه وسلم ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً نحو بيت المقدس ثم صُرفنا نحو الكعبة [مسلم]. وقال تعالى: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا﴾ [البقرة: 239]. قال ابن عمر رضي الله عنهما: "مستقبلي القبلة أو غير مستقبليها" [البخاري]. (7) التمييز : وحدّه سبع سنين . للحديث: «مروا أبناءكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشرٍ وفرِّقوا بينهم في المضاجع» [أحـمد/أبو داود]. (8) النية : ومحلُّها القلب ولم يسنّ التلفظ بِها . وفي الحديث: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى» [متفق عليه]. والصلاة لها كيفية خاصة تُؤْخَذُ من أفعال النبي صلى الله عليه وسلم وأقواله التي منها ما يأتي: (1) «صلُّوا كما رأيتموني أُصلِّي» [البخاري]. (2) «إذا قمت إلى الصلاة فكبِّر» [متفق عليه]. (3) «إذا صلّى أحدكم إلى شيء يستره من الناس وأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه، فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان» [متفق عليه]. (4) «إذا صلّى أحدكم فليصلِّ إلى السترة وليدن منها» [أبو داود]. (5) "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح الصلاة بالتكبير" [متفق عليه]. (6) "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى يكونا بحذو منكبيه ثم يكبِّر" [متفق عليه]. (7) "رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم يضع اليمنى على اليسرى على صدره فوق المفصل" [أحـمد/الترمذي]. (8) «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» [متفق عليه]. (9) وكان يقول في الاستفتاح: «اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقِّني من خطاياي كما يُنقَّى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد» [متفق عليه]. (10) كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة بـ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾. (11) "وكان إذا ركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه ولكن بين ذلك" [مسلم]. (12) "وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يكبِّر حين يقوم، ثم يكبِّر حين يركع، ثم يقول: «سمع الله لمن حَمده» حين يرفع صلبه من الركوع، ثم يقول وهو قائم: «ربّنا ولك الحمد»" [متفق عليه]. (13) "كان يقول في ركوعه «سبحان ربّي العظيم»" [أحـمد/مسلم]. (14) لما نزلت ﴿فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴾ قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم «اجعلوها في ركوعكم» [أحـمد/أبو داود]. (15) قال صلى الله عليه وسلم: «إنما جُعل الإمام ليؤتَمَّ به، فلا تختلفوا عليه، فإذا كبّر فكبّروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا لك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلَّى جالساً فصلُّوا جلوساً أجمعون» [متفق عليه]. (16) وقال صلى الله عليه وسلم لتارك الطمآنينة: «ارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ». [متفق عليه]. (17) "وكان صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتى يستوي قائماً" [مسلم]. (18) وقال صلى الله عليه وسلم: «لا ينظر الله إلى صلاة رجلٍ لا يُقيم صلبه بين ركوعه وسجوده» [أحـمد]. (19) "وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى يكونا حذو منكبيه،ثم يكبِّر، فإذا أراد أن يركع رفعهما مثل ذلك، وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك، وقال: «سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد»" [البخاري/مسلم]. (20) وقال صلى الله عليه وسلم: «أُمرتُ أن أسجد على سبعة أعظم على الجبهة -وأشار بيده إلى أنفه- واليدين والركبتين وأطراف القدمين» [متفق عليه]. (21) وكان صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده: «سبحان ربي الأعلى» [متفق عليه]. (22) لما نزلت ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى﴾ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «اجعلوها في سجودكم». [أحـمد/أبو داود]. (23) «أما الركوع فعظِّموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم» [مسلم]. (24) «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فاكثروا من الدعاء» [مسلم]. (25) «اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب» [متفق عليه]. (26) "كان إذا صلّى فرج بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه" [متفق عليه]. (27) «ثم يكبِّر حتى يهوي ساجداً، ثم يكبِّر حين يرفع رأسه، ثم يكبّر حين يسجد، ثم يكبّر حين يرفع رأسه، ثم يفعل ذلك في صلاته كلّها حتى يقضيها. ويكبّر حين يقوم من الثنتين بعد الجلوس» [متفق عليه]. (28) وكان يقول في الجلسة بين السجدتين: «اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعني وعافني واهدني وارزقني» [الترمذي/أبو داود/ابن ماجه]. (29) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال «سمع الله لمن حَمده»، لم يحنِ أحدٌ منّا ظَهره حتى يقع رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجداً، ثم نقع سجوده بعده. [متفق عليه]. (30) «إذا أمن الإمام فأمنّوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه]. (31) "رمقتُ الصلاة مع محمد صلى الله عليه وسلم ، فوجدتُ قيامه فركعته فاعتداله بعد ركوعه فَسَجْدَتُهُ فَجَلْسَتُهُ بين السجدتين فسجدته فجلسته ما بين التسليم والانصراف قريباً من السواء" [متفق عليه]. وفي رواية: "ما خلا القيام والقعود قريباً من السواء". []. (32) "وكان يفرش رجله اليسرى وينصب اليمنى" [البخاري/مسلم]. (33) وكان إذا قعد للتشهّد وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى واليمنى على اليمين وعقد ثلاثاً وخمسين، وأشار بأصبعه السبابة. []. وفي رواية: وقبض أصابعه كلها وأشار بالتي تلي الإبِهام. []. (34) "وضع كفه اليسرى على فخذه وركبته اليسرى، وجعل حد مرفقه الأيمن على فخذه الأيمن، ثم قبض بين أصابعه فحلق حلقة" []. وفي رواية: "حلق بالوسطى والإبِهام، وأشار بالسبابة، ثم رفع إصبعه. فرأيته يحرِّكها يدعوا بِها" [أحـمد]. (35) "وكان يشير بأصبعه إذا دعا لا يحرّكها" [أبو داود]. (36) "وأشار بالسبابة ولم يجاوز بصره إشارته" [مسلم]. (37) «لا تقولوا هكذا ولكن قولوا: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمّداً عبده ورسوله». [متفق عليه]. (38) «قولوا: اللّهم صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد، كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. وبارك على محمّد وعلى آل محمّد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد» [متفق عليه]. (39) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوا في صلاته: «اللهم إنّي أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال» []. وقال: «فليختر من المسألة ما شاء» [متفق عليه]. (40) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يكون آخر ما يقول بين التشهّد والتسليم: «اللهم اغفر لي ما قدّمتُ وما أخّرتُ وما أسررتُ وما أعلنتُ وما أسرفتُ وما أنت أعلم به منّي أنت المقدّم وأنت المؤخّر لا إله إلاّ أنت» [مسلم]. (41) أن أبا بكر قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: علِّمني دعاءً أدعو به في صلاتي. قال صلى الله عليه وسلم: «قل اللّهم إنّي ظلمتُ نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنّك أنت الغفور الرحيم» [متفق عليه]. (42) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في صلاته «اللهم إنّي أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد، وأسألك قلباً سليماً ولساناً صادقاً،وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شرّ ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم» [النسائي]. (43) «مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم» [أحـمد/أبو داود/الترمذي]. (44) وكان إذا انصرف من صلاته استغفر الله ثلاثاً وقال «اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام» []. (45) وكان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة: «لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير. اللهم لا مانع لِما أعطيتَ ولا معطيَّ لِما منعتَ ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ» [متفق عليه]. (46) «تسبِّحون وتكبِّرُون وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين مرّة» [متفق عليه]. ويقول في تمام المائة "لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" [مسلم]. (47) وكان يقول: «لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. لا حول ولا قوّة إلاّ بالله، لا إله إلاّ الله، ولا نعبد إلاّ إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلاّ الله مخلصين له الدِّين ولو كره الكافرون». [مسلم]. (48) ويجب أن تكون القراءة في الصلاة بتدبّر وتأنّ. لأنّ المصلِّي يناجي ربه، كما جاء في الحديث: قال الله تعالى: (قسمتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ قال الله "حمدني عبدي"، فإذا قال: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ قال الله: "أثنى عليّ عبدي"، فإذا قال ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ قال الله: "مجّدني عبدي"، فإذا قال ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ قال الله: "هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل"، فإذا قال ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ﴾ قال الله: "هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل) [مسلم/النسائي]. وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلا اللّيل. قال الله تعالى: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾ [الإسراء: 79]. وقال تعالى: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً﴾ [الإنسان: 26]. وقال تعالى: ﴿أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ﴾ [الزمر: 9]. وقال تعالى: ﴿وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ، الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ﴾ [آل عمران: 15-17]. وقال تعالى: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ [آلم السجد:16]. وقال تعالى: ﴿كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ﴾ [الذاريات: 17]. (1) عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من اللّيل حتى تتفطّر قدماه، فقلتُ له لِمَ تصنع هذا يا رسول الله، وقد غفر لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر؟" قال: «أفلا أكون عبداً شكوراً» [متفق عليه]. (2) وعن عليّ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة ليلاً فقال: «ألا تصليان؟» [متفق عليه]. (3) وعن سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «"نِعم الرجل عبد الله لو كان يصلِّي من اللّيل». قال سالم: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من اللّيل إلاّ قليلاً. [متفق عليه]. (4) وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يا عبد الله لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل فترك قيام الليل». [متفق عليه]. (5) وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ذُكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ نام ليلة حتى أصبح قال: «ذلك رجل بال الشيطان في أذنيه» [متفق عليه]. (6) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم ثلاث عقد، يضرب على كل عقدة عليك ليل طويلٌ فارقد، فإذا استيقظ فذكر الله تعالى انحلَّتْ عقدة، فإن توضّأ انحلّت عقدة، فإن صلّى انحلّتْ عقده كلّها،فأصبح نشيطاً طيّب النفس،وإلاّ أصبح خبيث النفس كسلان» [متفق عليه]. (7) وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرّم. وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة اللّيل» [مسلم]. (8) وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلاة اللّيل مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة» [متفق عليه]. (9) وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينام أول اللّيل ويقوم أخره فيصلِّي [متفق عليه]. (10) وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "صلَّيتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلةً، فلم يزل قائماً حتى هممتُ بأمر سوءٍ"، قيل وما هممتَ؟ قال: هممتُ أن أجلس وأدَعَهُ. [متفق عليه]. (11) وعن جابر رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الصلاة أفضل؟ قال: «طول القنوت» [مسلم]. (12) وعنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن في اللّيل لساعة لا يوافقها رجلٌ مسلم يسأل الله تعالى خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك كلّ ليلة» [مسلم]. (13) وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من اللّيل افتتح صلاته بركعتين خفيفتين" [مسلم]. (14) وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نام عن حزبه أو عن شيء منه، فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كُتِبَ له كأنَّما قرأه من اللّيل» [متفق عليه]. والأفضل أن يداوم المسلمُ على صلاة النوافل التي كان يداوم عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم. (15) عن أم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنها قالت: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من عبدٍ يصلِّي لله تعالى في كلّ يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير الفريضة إلاّ بنى الله له بيتاً في الجنة» [مسلم]. (16) وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «صليتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد الجمعة، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء» [متفق عليه]. (17) عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدع أربعاً قبل الظهر، وركعتين قبل الغداة" [البخاري]. (18) وقالت رضي الله عنها: "لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشدّ تعاهداً منه على ركعتي الفجر" [متفق عليه]. (19) وعن عبد الله بن المغفل رضي الله عنه قال: قال رسو الله صلى الله عليه وسلم: «بين كل آذانين صلاة، بين كل آذانين صلاة، بين كل آذانين صلاة». قال في الثالثة «لمن شاء». [متفق عليه]. والأفضل أن تكون النوافل في البيت، لأنَّ ذلك أبعد من الرياء. (20) وفي الحديث: «فصلُّوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته، إلاّ المكتوبة» [البخاري]. (21) وكان صلى الله عليه وسلم يأمر باتّخاذ المساجد في البيوت كما جاء في الحديث: "كنا نؤمر باتّخاذ المساجد في الدور وأن تُنَظَّفَ وتُطَيَّبَ" [أبو داود]. (22) وفي الصحيح: أن أبا بكر ابتنى مسجداً بفناء داره وكان يصلِّي فيه ويقرأ القرآن فينقذف عليه نساء المشركين وأبناؤهم وهم يعجبون منه وينظرون عليه. [البخاري].