(الأولى ): (الإيمان بالله والتوكل عليه والثقة بوعده) يجب أن يكونوا مؤمنين بالله إيماناً حقيقياً بالنيّة والقولِ والعمل . قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾[النساء: 136]. يجب أن يعرفوا الله معرفةً صحيحةً، وأن يعتقدوا أنه هو (الملك الواحد القَهَارُ)، وأن ملوك الأرضِ وجبابرتِها وجَميع قُوَىْ الشرِّ والطغيانِ عبيدً تحتَ قهرةِ وسلطانهِ، وهو آخذٌ بنواصيهم: قال تعالى: ﴿هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾ [الزمر:4]. وقال تعالى: ﴿وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾ [ص: 65]. قال تعالى: ﴿لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ [غافر: 16] وقال تعالى: ﴿مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلاّ هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا﴾ [هود: 56]. إنّ المؤمنينَ أعلى سنداً وأعزُ جنداً من أعداّئهمْ لأنَّهُم جندٌمن جنود (اَلمَلِكِ الوَاحِدِ القَهَار). قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ [الفتح: 7]. وقال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ [المنافقون: 7]. وقال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا ﴾ [فاطر:44]. وأعداؤهم أعداءُ الملكِ الواحدِ القهار، فهُم مغلوبون مقهورون ولا ينصرون. قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ ﴾ [المجادلة:20-21]. وقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 175]. فلا يجوز أن يُقعدهم الخوف من أولياء الشيطان عن العمل لكتاب الله،بعد معرفة حقيقة الأمر والفارق الذي بينهم وبين أعدائهم. وقال تعالى: ﴿ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 76]. والمؤمنون دخلوا المعركة ضدّ قوى الشرّ بأمرِ وتوجيه الملك الواحد القهار، فلا يجوز لهم الظنّ بأنّه سيتخلّى عنهم ويتركهم وحدهم يقاومون قوى الشرّ العالمية، ليس لهم أن يظنوا هذا الظنّ السُوء باللهِ، فهو أكرمُ وأرحمُ وأعدلُ من ذلك. قال تعالى: ﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ [غافر:51]. وقال تعالى: ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 19]. قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 249]. وقال الله تعالى: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [التوبة: 123]. وقد أ خبر اللهُ في كتابه أنه كان دائماً يُعزّ أولياءه ويذلّ أعداءه. فيجبُ الثقة بوعد الله لأنّهُ لا يُخلِف الميِعادِ. قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾ [الرعد:31]. ويجب على المؤمنين أن يتوكّلوا على اللهِ: قال تعالى: ﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [المائدة:23]. قال تعالى: ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ ﴾ [الفرقان: 58]. قال أبوبكر الصديق  "من كان يعبد محمداً فإنّ محمداً قد ماتَ، ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌّ لا يموت". وقال سعيد بن جبير: "التوكُّل جـماع الإيمان". ويجب أن يعرفوا أنّهم سيزدادون معرفةً بالله كلّما إزدادوا طاعةً وخضوعاً لأوامره. وأن الله تعالى سيُعطيهم نوراً يكشف لهم الحقائق. فلا يضلّون في متاهات الشبِهات والشهوات. قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ﴾ [الأنفال: 29]. وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ ﴾ [الحديد: 28]. وقال تعالى: ﴿ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [البقرة :213].