[ك] ومنها : أن الله تعالى أنزل كتابه على نبيه صلى الله عليه وسلم وأمره أن يحكم به بين الناس. قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ﴾ [النساء: 105]. وقد إمتثل النبي صلى الله عليه وسلم بِهذا الأمر وحكم بين الناس بالكتاب والحكمة مدى حياته واقتدى به خلفاؤه الراشدون ومن جاء بعدهم من الأمراء والحكام. والمسلمون كانو مجمعين على هذا الطريق في عصورهم كلها ولم يخرج عنه إلا من خرج عن الإسلام إلى الشرك والكفر بالله. ومن خالف هذا الإجماع واختار حكم الجاهلية على حكم الله فهو مشاقّ للرسول صلى الله عليه وسلم متّبع لغير سبيل المؤمنين ومصيره معروف. قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء: 115].