[و] ومنها : أن الله تعالى بيّن أن المسلم إذا أطاع الكفار في أمر من الأمور وترك طاعة الله ورسوله فإنه يصير بذلك كافراً مرتداً. قال تعالى: ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ﴾ [آل عمران: 32]. وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ، ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ﴾ [محمد: 25-26]. أولئك المرتدون المذكورون في الآيات قد ارتدّوا عن الإسلام لأنهم قالوا للكفار ﴿سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ ﴾. فإذا كان ذلك كذلك فكيف بمن يطيع الكفار في كل شيء في جميع شئون الحياة .. في العقائد والشرائع والأخلاق. ويظنّ أنهم قد اهتدوا إلى أرقى الشرائع وأفضلها ويعتقد أن هذه الشرائع التي ابتكرها العقل البشري بغير مستند من شريعة الله من أهمّ العلوم التي تخدم الإنسانية وتضمن لها البقاء والإستقرار والأمن، أليس يكون هو أولى بالردّة عن الإسلام من هؤلاء المذكورين في الآية. إنّ بيان الله صريح في أنّ الهدى في اتّباع كتابه والضلال في الإعراض عنه. قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النحل: 104]. وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 71]. وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36].