ثالثا: لم ينتهج أصحاب هذا الفهم المنحرف المنهج الإسلامي الحركي الصحيح، لمواجهة الحياة الجاهلية، والمجتمعات المشركة. الذي هو القيام بالدعوة إلى الدخول في دين الله من جديد، وتكوين الأمة المسلمة في وسط الجاهلية. لأنهم يعيشون -كما يملي عليهم خيالهم- في مجتمع الإسلامي لا يحتاج أفراده إلاّ إلى التعليم والتذكير لرفع مستواهم الثقافي الإسلامي. بينما هم في الحقيقة يعيشون في مجتمع جاهليّ يعادى الإسلام ويقصيه من الحياة الاجتماعية والسياسية. ولا يرضي به ديناً ولا بالله رباً وحاكماً. ويسمّى الكفر والارتداد تقدُّماً وتحضراً. والإيمان والاستقامة جمودا‌ً ورجعيةً. ]وَمَنْ لَّمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُورًا فَماْ لَهُ مِنْ نُّورٍ[ [النور:40].