الحقيقة الحادية عشرة إن سعادة المرء في الدنيا والآخرة مرتبطةٌ بإيمانه بالله إيماناً حقيقياً. فمن آمن بالله كُتبت له السعادة في الدَّارَين. ومن لم يؤمن بالله كتبت له الشقاوة في الدارين. وصار في الدنيا عدواً لله، ملعوناً، تصيبه قارعةٌ من الله أو تحلّ قريباً من داره حتى يأتي وعد الله. وقال الله تعالى: ]وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللهِ[ [الرعد:31]. وقال أيضا: ]فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ[ [البقرة:98]. وقد أحلَّ الله للمؤمنين دماء الكافرين، وأموالهم حتى لا تكون فتنةٌ ويكون الدِّين كله لله. وحتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون. وقال الله تعالى: ]وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ للهِ[ [الأنفال:39] وقال أيضا: ]قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاْ بِالْيَوْمِ اَلآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ[ [التوبة:29]. وصار من لم يؤمن بالله في الآخرة من الخالدين في العذاب المهين. قال الله تعالى: ]وَمَنْ لَّمْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيراً[ [الفتح:13]. ومن هنا تدرك ضرورة الإيمان بالله لمن أراد السعادة والنجاة في الدنيا والآخرة. ولكن يجب عليك أن تعرف معنى الإيمان بالله معرفةً صحيحةً. فالخطأ في هذه المسألة ليس كالخطأ في المسائل الأخرى الفرعية. وقد انحرف كثيرون وزاغوا عن المعرفة الصحيحة لمعنى الإيمان بالله الذي أو جبه الله على عباده، وجعل سعادتهم ونجاتهم متعلَّقة بتحقيقه. والإيمان كما هو في تعريف علماء السلف الموافق للأدلّة الصحيحة هو: (تصديقٌ وإقرارٌ بالقلب وقول باللِّسان وعملٌ بالجوارح). ومعنى ذلك أن أحداً لا يكون مؤمناً بالله حتى يؤمن بالله بقلبه ولسانه وجوارحه. أولاً: الإيمان بالقلب: 1- لا يكون أحد مؤمناً بالله بقلبه حتى يعرف ويستيقن أن الله هو رب العالمين وخالق الكون ومالكه ومدبِّر أمره، وأنه لا شريك له في ذلك كله. فمن عُرف أنه جاحدٌ منكرٌ لهذه الحقيقة لا يكون مؤمناً بالله بلسانه وجوارحه ولا ينفعه قوله "لا إله إلا الله" وإقامته للصلاة والزكاة، وقد أقرّ غالب المشركين بهذا القدر من الإيمان، ولم ينكره إلا الملاحدة الذين كانوا دائماً قلّة. قال الله تعالى: ]قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِّنَ السَّمَاءِ وَاْلأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَاْلأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ ويُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ اْلأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللهُ[ [يونس:31]. وقال الله تعالى: ]وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَاْلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ[ [الزخرف:9]. 2- ولا يكون أحد مؤمناً بالله بمعرفته لهذه الحقيقة وحدها حتى يعرف ويستيقن أن الله وحده هو الإله الذي لا إله إلا هو، المستحقّ لأن تُخلص له العبادة، كالدعاء والرجاء والخوف والتوكل والذبح وأن تُخلص له الطاعة والاتّباع. وقد كان المشركون دائماً ينكرون هذه الحقيقة وينفرون من حديث إخلاص العبادة لله مع إقرارهم للحقيقة التي قبلها. قال الله تعالى: ]وَإِذَا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ[ [الزمر:45]. وقال الله تعالى: }فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ{ [غافر:84]. فدلّ ذلك على أن أحداً لا يكون مؤمناً بالله بقلبه حتى يؤمن بهذه الحقيقة ويستسلم لها.فإنه إذا كان الإيمان بربوبية الله للعالمين كافياً في الإيمان بالله، لكان المشركون الذين قاتلهم النبي صلّى الله عليه وسلّم مؤمنين. قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: ]وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ[. [يوسف:106]. قال: من إيمانهم إذا قيل لهم من خلق السماوات ومن خلق الأرض ومن خلق الجبال؟ قالوا الله وهم مشركون به. ومن عُرِفَ أنه جاحدٌ منكرٌ لهذه الحقيقة، وأنه يعتقد الشركاء والشفعاء المعبودين من دون الله. أو عُرِفَ أنه يعتقد صلاحية شرائع الطواغيت وملائمتها للعصر وأفضليتها على شريعة الله، فقد عُرِفَ أنه لم يؤمن بالله بقلبه. ومن لم يؤمن بالله بقلبه لا يمكن أن يكون مؤمناً بالله بلسانه وجوارحه، حتى يؤمن أولاً بقلبه. أي أن من عُرِفَ بشركه بالله واعتقاده القلبي المخالف للتوحيد لا يكون مسلما بقول "لا إله إلا الله" وإقامته للصلاة والزكاة حتى يتوب من الكفر الذي اعتقده ورآه حقّاً وصواباً. أما من لم يُعرف بشركه وكفره وأخفي ذلك عن الناس وأظهر لهم الإسلام والتوحيد فله حكم المنافقين. وكل من أخطأ في هذه المسألة وحكم على أهل الشرك -الذين عُرِفَ شركهم من إقرارهم وشهادتهم على أنفسهم ومشاهدة أفعالهم- بالإسلام بحجة أنهم يقولون "لا إله إلا الله" فإنه لم يفهم معنى الإيمان بالله وظنّ أن ذلك يتمّ بالإيمان بتوحيد الربوبية دون توحيد الألوهية، وهذا جهلٌ عظيمٌ بأهمّ قضايا الدِّين الإسلامي التي نزلت أكثر السور القرآنية بتقريرها. 3- وكذلك لا يكون أحد مؤمناً بالله بقلبه، وإن ادّعى أنه يوحّد الله تعالى في الربوبية والألوهية حتى يؤمن بملائكة الله وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشرِّه. قال الله تعالى: ]وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ اْلآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاْلاً بَعِيداً[ [النساء:136]. وقال الله تعالى: ]إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بـَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً. أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا[ [النساء:150-151]. ومن عُرِفَ أنه جاحدٌ منكرٌ لهذه الحقائق أو بعضها فقد عُرِفَ أنه لم يؤمن بالله بقلبه، ومن عُرِفَ أنه لم يؤمن بالله بقلبه لا يمكن أن يكون مؤمناً بالله بلسانه وجوارحه حتى يؤمن أولاً بقلبه، أي أن من عُرِفَ بكفره بالملائكة أو ببعض رسل الله أو عُرِفَ بإنكاره للبعث لا يكون مسلماً بقول"لا إله إلا الله" وإقامته للصلاة والزكاة وغيرها حتى يتوب من الكفر الذي اعتقده ورآه حقّاً وصواباً. أما إذا أخفي كفره عن الناس، وأظهر لهم الإسلام والتوحيد صار منافقاً له حكم المنافقين في الدنيا والآخرة. 4- ومن عرفَ الله تعالى واستحقاقه لإخلاص العبادة له وعَرف الملائكة والكتب والرسل والبعث بعد الموت، ولكنه استكبر عن الانقياد لأمر الله صار كافراً مستكبراً كإبليس وفرعون، ولم يعد مؤمناً بالله بقلبه. لأن الاستكبار عن الانقياد لأمر الله ينافي المحبّة والخضوع والتذلّل القلبي لله. قال الله تعالى: ]وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ[ [البقرة:34]. ومن عُرِفَ باستكباره عن الانقياد لأمر واحدٍ من أوامر الله، فقد عُرِفَ أنه لم يؤمن بالله بقلبه، ومن لم يؤمن بالله بقلبه لا يمكن أن يكون مؤمناً بالله بلسانه وجوارحه حتى يؤمن أولاً بقلبه. أي أن من عُرِفَ باستكباره عن الانقياد لله في أمر من أوامره لا يكون مسلماً بقوله "لا إله إلا الله" وإقامته للصلاة والزكاة وغير ذلك حتى يتوب من كفر الاستكبار. أما إذا أخفي كفره عن الناس وأظهر لهم الإسلام والانقياد صار منافقاً له حكم المنافقين في الدنيا والآخرة. ثانيا : الإيمان باللسان: 1- فيجب على كل إنسان أن يشهد أن "لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله". وهذه الشهادة تُعبير عن إجابته إلى الإيمان وبراءته من الشرك. فإذا قالها صدقاً من قلبه غير شاكّ مستيقناً بها قلبه، خالصاً من قلبه يبتغي بذلك وجه الله وكفر بما يُعبد من دون الله نفعته الكلمة في الدنيا والآخرة وكانت أفضل أعماله التي يلقى بها الله. كما ثبت ذلك في الأحاديث الصحيحة التي منها: حديث أنس بن مالك الذي فيه:{ما من عبد يشهد أن "لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله" صدقاً من قلبه إلا حرّمه الله على النار} [متفق عليه]. وحديث أبى هريرة الذي فيه أن رسول صلّى الله عليه وسلّم قال: {أشهد أن "لا إله إلا الله وأنى رسول الله" لا يلقى الله بهما عبدٌ غير شاكّ فيحجب عن الجنة} [مسلم]. وحديث عتبان ين مالك الذي فيه: {فإن الله حرّم على النار من قال "لا إله إلا الله" يبتغي بذلك وجه الله} [متفق عليه]. وحديث أبى هريرة الذي فيه: {اذهب فمن لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن "لا إله إلا الله" مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة} [مسلم]. وحديث أبى هريرة: {لما قال للنبي صلّى الله عليه وسلّم: من أسعد الناس بشفاعتك؟. قال: من قال "لا إله إلا الله" خالصاً من قلبه}. [البخاري] وحديثه:{الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول "لا إله إلا الله" وأدناها إماطة الأذى عن الطريق.والحياء شعبةٌ من الإيمان} [متفق عليه]. وإن قالها في الشكّ والكفر والنفاق، ولكنه أخفي ذلك عن الناس، نفعته في الدنيا ولم تنفعه في الآخرة. وكان في أسفل دركات النار. أما إذا قالها وهو يُظهر الشرك والكفر والاستكبار عن الانقياد لله لم تنفعه في الدنيا والآخرة. ]إِنَّ اللهَ لاْ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَادُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ[ [النساء:116]. ]إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ[ [المائدة:72]. ]وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلاَ يَجِدُونَ لَهُمْ مِّنْ دُونِ اللهِ وَلِيّاً ولا نَصِيْراً[ [النساء:173]. 2- ويجب كذلك على كل مسلم أن يأتي بما يجب عليه من العبادات القوليه كالقراءة والذكر في الصلاة وخارج الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدق والاستغفار من الذنوب، وأن يكفّ عما نهى عنه من الأقوال المحرّمة فكل ذلك من الإيمان. ثالثا: الإيمان بالجوارح. فيجب على كل مسلم أن يكون مؤمناً بالله بجوارحه، أي أن يكون فاعلاً للواجبات، تاركاً للمحرّمات، بعد إيمانه بالله بقلبه ولسانه. ومن استحلّ فعل المحرّم أو ترك الواجب يكون بالاستحلال كافراً خارجاً عن الملّة. وإن وقع في المحرّم أو ترك الواجب وهو غير مستحلّ لذلك بل يشعر بالخطيئة والخوف من عقاب العصيان.يكن فاسقاً من أهل الوعيد،ليس خارجاً عن الملَّة، (ولكن يُستثنى من ذلك تارك الصلاة فإنه كافرٌ بتركها، كما دلّت علي ذلك الأحاديث الصحيحة). ويُقال له "مسلم" ولا يقال له "مؤمن" أو يقال "مؤمنٌ بإيمانه فاسقٌ بكبيرته". قال الله تعالى: ]بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ اْلإِيْمَانِ[ [الحجرات:11]. والنصوص التي ورد فيها نفي الإيمان عن مرتكب الكبيرة يُراد منها أنه لم يأت بالإيمان المطلق الذي يوجب دخول الجنة بغير عذاب. وأنه قد نقص من إيمانه بقدر ما ارتكب فصار من أهل الوعيد الذين هم تحت مشيئة الله. ومن هذا التلخيص لحقيقة الإيمان نستخلص عدة أمور: الأول: أن من كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشرّه هو الكافر الحقيقي الذي كفر باعتقاده الباطن، وقد كتب الله الدخول في النار له. ولكنه إذا أظهر كفره في الدنيا عُوقب به في الدنيا والآخرة. وإن أخفاه في الدنيا وأظهر الإيمان والإسلام صار منافقاً له ما للمنافقين في الدنيا والآخرة. والثاني: إن الكافر بالله هو الذي يُنكر وجود الله وربوبيته في الخلق والملك والرزق والتدبير، والذي يُنكر توحيد الألوهية ويجعل لله شريكاً في العبادة والطاعة، والذي يستكبر عن الانقياد لأوامر الله، والذي يُنكر الملائكة والكتب والرسل والبعث والقدر خيره وشرّه أو بعض هذه الحقائق. ولا فرق بين هذه الأصناف الأربعة في كونهم من الكفار الذين لم يؤمنوا بالله اعتقاداً، ونفي الإيمان عن هذه الأصناف نفيٌ لوجوده لا لكماله. الثالث: ومن عُرِفَ كفره الاعتقادي الباطن وعدم إيمانه بالله لا ينفعه إيمانه باللِّسان والجوارح في الدنيا والآخرة، حتى يتوب من كفره الاعتقادي. فمن عُرف إنكاره للبعث لا يكون مسلماً بقوله "لا إله إلا الله" وإقامته للصلاة والزكاة وغير ذلك. ولا يدخل الجنة بفضل "لا إله إلا الله" حتى يتوب من كفره ويقرّ بالبعث بعد الموت. وكذلك من عُرف بشركه بالله واعتقاده للشركاء والشفعاء والطواغيت المطاعة من دون الله، لا يكون مسلماً بقوله "لا إله إلا الله" وإقامته للصلاة والزكاة وغير ذلك.ولا يدخل الجنة بفضل"لا إله إلا الله" حتى يتوب من كفره ويخلص العبادة والطاعة لله. الرابع: إن شهادة أن "لا إله إلا الله" تنفع الإنسان في الدنيا إذا قالها وهو غير متلبس بالشرك والكفر.وقد كفر في ظاهره بكلّ ما يُعبد من دون الله. ولا تنفع الإنسان في الآخرة إلاّ إذا قالها بصدقٍ ويقينٍ وإخلاصٍ مبتغياً بذلك وجه الله. الخامس: إن الأعمال من الإيمان. ومن أخلّ ببعضها بدون استحلال لذلك كان ناقص الإيمان ومن أهل الوعيد. ونفي الإيمان عنه نفيٌ لكماله لا لوجوده. ولا يجوز تكفير المسلم بذنبٍ ما لم يستحلّه.