الحقيقة الخامسة عشرة إن من الكفر أن تؤمن ببعض الكتاب وتكفر ببعضه كما فعلت اليهود. قال الله تعالى: ]أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ[ [البقرة:85]. ï فمثلاً:قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: {ما من عبد قال "لا إله إلا الله" ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة} [مسلم]. وقال الله تبارك وتعالى: ]وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً[ [الفرقان:11]. وقال الله تعالى: ]إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ. أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوْءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي اْلآخِرَةِ هُمُ اْلأَخْسَرُونَ[ [النمل:4-5] فإن تمسكت بالحديث وتركت الآيات وقلت: "من مات وهو يقول "لا إله إلا الله" دخل الجنة ولو كان مكذِّباً بالسّاعة والبعث". إذاً اتّخذت هذا طريقاً تكون قد آمنت ببعض الكتاب وكفرت ببعضه كما فعلت اليهود. فتكون من الكافرين الذين لهم خزيٌ في الدنيا، ويردُّون يوم القيامة إلى أشدّ العذاب. فلكي لا يصيبك ذلك يجب عليك أن تؤمن بالحقيقتين معاً، وأن تقول:"من مات وهو يقول "لا إله إلا الله" دخل الجنة إذا كان من المؤمنين بالساعة والبعث. Ã وكذلك قال الله تعالى: ]أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ. الَّذِينَ كَذَّبُوا بِاْلكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ . إِذِ اْلأَغْلاَلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاَسِلُ يُسْحَبُونَ فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ[ [غافر:104]. قال الله تعالى: ]إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بآيَاْتِ اللهِ لاْ يَهْدِيهِمُ اللهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ[ [النحل:104]. فإن تمسكت بالحديث وتركت الآيات وقلت: "من مات وهو يقول "لا إله إلا الله" دخل الجنة ولو كان مكذِّباً بالقرآن أو ببعض القرآن"، إذاً اتّخذت هذا طريقاً تكون قد آمنت ببعض الكتاب وكفرت ببعضه،كما فعلت اليهود. فتكون من الكافرين الذين لهم خزيٌ في الدنيا، ويردُّون يوم القيامة إلى أشدّ العذاب. فلكي لا يصيبك ذلك يجب عليك أن تؤمن بالحقيقتين معاً، وأن تقول: من مات وهو يقول "لا إله إلا الله" دخل الجنة إن كان من المؤمنين بالقرآن كلِّه. Ã قال الله تعالى: ]إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً.أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِيناً[[النساء:150-151]. فإن تمسكت بالحديث وتركت الآيات وقلت: "من مات وهو يقول: "لا إله إلا الله" دخل الجنة ولو كان مكذِّباً برسل الله أو برسول من رسل الله". إذاً اتّخذت هذا طريقاً،تكون قد آمنت ببعض الكتاب وكفرتَ ببعضه كما فعلت اليهود. فتكون من الكافرين الذين لهم خزيٌ في الدنيا ويردُّون يوم القيامة إلى أشدّ العذاب. فلكي لا يصيبك ذلك يجب عليك أن تؤمن بالحقيقتين معاً، وأن تقول:"من مات وهو يقول: "لا إله إلا الله" دخل الجنة إذا كان من المؤمنين برسل الله الذين لم يفرقوا بين أحدٍ منهم". Ã قال الله تعالى: ]إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ[ [المائدة:72]. فإن تمسكت بالحديث وتركت هذه الآية وقلت: "من مات وهو يقول: "لا إله إلا الله" دخل الجنة ولو كان يشرك بالله ويعبد معه غيره" إذاً اتخذت هذا طريقاً تكون قد آمنت ببعض الكتاب وكفرتَ ببعضه كما فعلت اليهود. فتكون من الكافرين الذين لهم خزيٌ في الدنيا ويردُّون يوم القيامة إلى أشدّ العذاب. فلكي لا يصيبك ذلك يجب عليك أن تؤمن بالحقيقتين معاً. وأن تقول:"من مات وهو يقول:"لا إله إلا الله" دخل الجنة إذا كان من الموحّدين الذين لا يشركون بالله شيئاً". Ã وقال الله تعالى: ]قَالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ اْلغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي اْلأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِّنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَالاَ تَعْلَمُونَ. قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ اْلكَذِبَ لاْ يُفْلِحُونَ. مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ اْلعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ[[يونس:68-70]. فإن تمسكت بهذا الحديث وتركت هذه الآيات وقلت: "من مات وهو يقول: "لا إله إلا الله" دخل الجنة ولو كان يفتري على الله الكذب، ويجعل له بنين وبنات بغير علم". إذاً اتّخذت هذا طريقاً، تكون قد آمنت ببعض الكتاب وكفرت ببعضه كما فعلت اليهود. فتكون من الكافرين الذين لهم خزيٌ في الدنيا ويردُّون يوم القيامة إلى أشدّ العذاب. فلكي لا يصيبك ذلك يجب عليك أن تؤمن بالحقيقتين معاً، وأن تقول:"من مات وهو يقول: "لا إله إلا الله" دخل الجنة إذا كان من الذين ينـزّهون الله تعالى عن البنين والبنات". Ã قال الله تعالى: ]وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ اْلكَافِرِينَ[ [البقرة:34]. وقال الله تعالى: ]قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُوراً[ [الإسراء:63]. وقال الله تعالى: ]لمنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ[ [الأعراف:18]. فإن تمسكت بالحديث وتركتَ الآيات وقلت: "من مات وهو يقول: "لا إله إلا الله" دخل الجنة ولو كان مستكبراً عن الانقياد لأوامر الله ويفعل فعل إبليس". إذاً اتّخذت هذا طريقاً تكون قد آمنت ببعض الكتاب وكفرتَ ببعضه كما فعلت اليهود. فتكون من الكافرين الذين لهم خزيٌ في الدنيا ويردُّون يوم القيامة إلى أشدّ العذاب. فلكي لا يصيبك ذلك يجب عليك أن تؤمن بالحقيقتين معاً، وأن تقول: من مات وهو يقول: "لا إله إلا الله" دخل الجنة إذا لم يكن من المستكبرين، أتباع إبليس، الذين لا ينقادون لأوامر الله عزّ وجلّ. وهكذا جميع العقائد والأعمال التي تخرج المسلم عن الإسلام وتدخله في الكفر، من مات عليها يدخل النار، ولا يكون من الذين يدخلون الجنة بفضل "لا إله إلا الله". أما من مات على المعاصي التي هي دون الكفر والشرك بالله فإن صاحبه تحت مشيئة الله إن شاء عذبه بها وإن شاء غفر له ذلك وأدخله الجنة بكرمه ولطفه. فتنبَّه لذاك ولا تستمع لوساوس الشيطان الناطق بلسان أوليائه من المشركين والمبتدعين. ]الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً[ [الكهف:104]