الحقيقة التاسعة ومما يدلّ على أن مجرد كلمة التوحيد لا تنفع قائلها بدون التزام معناها، ما تقرّر في الشريعة من الأمر بقتل المرتدين، حيث قال صلى الله عليه وسلم: {من بّدل دينه فاقتلوه} [البخاري]. ومن المرتدين من يقول "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ولكنهم اعتقدوا الألوهية لغير الله كالذين حرّقهم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.ومنهم من يقول "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ولكنه اعتقد نبوة أحدٍ بعد رسول الله قال صلى الله عليه وسلم ، كبني حنيفة الذين اعتقدوا نبوة مسيلمة الكذَّاب. وأصحاب المختار بن أبى عبيد المتنبّئ(1) ومنهم من يقول "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ولكنهم امتنعوا من فعل الواجبات أو استباحوا المحرَّمات كمانعي الزكاة الذين قاتلهم الصحابة وسبوهم. ومنهم من يقول "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ولكنهم أنكروا صفة من صفات الله أو وصفوا الله بما لا يليق بجلاله،فقُتلوا لكفرهم،كجعد بن درهم(2)، وجهم بن صفوان(3)، والحلاج(4) وأمثالهم. وكل هذه الأنواع من المرتدين أنزلهم الصحابة والتابعون منْزلة واحدة كمنْزلة من ارتدّ بعد إسلامه إلى الوثنية أو اليهودية أو النصرانية. ونفذوا فيهم جميعاً قوله صلّى الله عليه وسلّم :{من بدَّل دينه فاقتلوه} قال محمد بن إسماعيل الصنعاني: في (تطهير الاعتقاد) بعد أن بيَّن أن القبوريين الذين يعبدون الأولياء قد سلكوا مسلك المشركين، فإن قلت: لا سواء لأنّ هؤلاء قد قالوا "لا إله إلا الله" وقد قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: {أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا "لا إله إلا الله" فإذا قالوها عصموا منِّي دماءهم وأموالهم إلا بحقّها}. قلت: قد قال صلّى الله عليه وسلّم "إلا بحقِّها" وحقُّها إفراد الألوهية والعبودية لله تعالى، والقبوريون لم يفردوا هذه العبادة، فلم تنفعهم كلمة الشهادة، فإنها لا تنفع إلا مع التزام معناها، ولا نفعت اليهود قولها لإنكارهم بعض الأنبياء وكذلك من جعل غير من أرسله الله نبيّاً لم تنفعه كلمة الشهادة. ألا ترى أن بني حنيفة كانوا يشهدون "أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله" ويصلّون، فقاتلهم الصحابة وسبوهم. فكيف بمن يجعل للوليّ خاصة الألوهية ويناديه للمهمّات. وهذا أمير المؤمنين عليّ بن أبى طالب رضي الله عنه حرَّق أصحاب عبد الله بن سبأ(5) وكانوا يقولون "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ولكنَّهم غلوا في علي رضي الله عنه واعتقدوا فيه ما يعتقده القبوريون وأشباههم فعاقبهم عقوبة لم يعاقب بها أحداً من العصاة فإنه حفرلهم الحفائر وأجج لهم ناراً وألقاهم فيها وقال: إني إذا رأيتُ أمراً منكراً * أججتُ ناري ودعوتُ قنبراً. فإن قلت قد أنكر صلّى الله عليه وسلّم ، على أُسامة قتله لمن قال "لا إله إلا الله"، كما هو معروف في كتب الحديث والسيرة. قلت: لا شكّ أن من قال "لا إله إلا الله" من الكفار حقن دمه وماله حتى يتبيَّن منه ما يخالف ما قاله. ولذا أنزل الله في قصة:] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أَمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا[ [النساء:94] فأمرهم الله بالتثبت في شأن من قال كلمة التوحيد، فإن التزم. وإلا لم يحقن دمه وماله بمجرد التلفظ . وهكذا كل من أظهر التوحيد وجب الكفّ عنه إلى أن يتبّين منه ما يخالف ذلك. فإذا تبيّن لم تنفع هذه الكلمة بمجرّدها، ولذلك لم تنفع اليهود ولا نفعت الخوارج مع ما انضمّ إليها من العبادة التي يحتقر الصحابة عبادتهم إلى جنبها، بل أمر صلّى الله عليه وسلّم بقتلهم. وقال "لئن أدركتهم لأقتلنّهم قتل عاد". وذلك لما خالفوا بعض الشريعة، وكانوا شرّ قتلى تحت أديم السماء كما ثبتت به الأحاديث. فثبت أن مجرد كلمة التوحيد غير مانع من ثبوت شرك من قالها لارتكابه ما يخالفها من عبادة غير الله. ا هـ. قال الإمام ابن تيمية لما سئل عن قتال التتار(6) مع تمسّكهم للشهادتين، ولما زعموا من أتباع أصل الإسلام. فقال: "كل طائفة ممتنعة من التزام شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة من هؤلاء القوم أو غيرهم فإنه يجب قتالهم حتى يلتزموا الشريعة، وإن كانوا مع ذلك ناطقين بالشهادتين وملتزمين بعض شرائعه. كما قاتل أبو بكر رضي الله عنه والصحابة مانعي الزكاة. وعلى ذلك اتّفق الفقهاء مع سابقة مناظرة عمر لأبي بكر رضي الله عنهما. فاتّفق الصحابة على القتال على حقوق الإسلام عملاً بالكتاب والسنّة. وكذلك ثبت عن النبي صلّى الله عليه وسلّم من عشرة أوجه الحديث عن الخوارج والأمر بقتالهم، وأخبر أنهم شر الخلق والخليقة مع قوله "تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم" فعُلم أن مجرد الاعتصام بالإسلام مع عدم التزام شرائعه ليس بمسقط للقتال. فالقتال واجب حتى يكون الدِّين كلّه لله. وحتى لا تكون فتنة. فمتى كان الدِّين لغير الله فالقتال واجب. فأيما طائفة ممتنعة امتنعت عن بعض الصلوات المفروضات أو الصيام أو الحجّ أو عن التزام تحريم الدماء والأموال أو الخمر أو الزنى أو الميسر أو نكاح ذوات المحارم أو عن التزام جهاد الكفار أو ضرب الجزية على أهل الكتاب أو غير ذلك من التزام واجبات الدِّين، أو محرّماته التي لا عذر لأحد في جحودها أو تركها -والتي يكفر الواحد بجحودها-، فإن الطائفة الممتنعة تقاتَل عليها وإن كانت مقرّة بها وهذا مما لا أعلم فيه خلافاً بين العلماء. وهؤلاء عند المحققين من العلماء ليسوا بمنْزلة البغاة الخارجين على الإمام أو الخارجين عن طاعته كأهل الشام مع أمير المؤمنين على بن أبى طالب. وأما المذكورون فهم خارجون عن الإسلام". وقال في آخر كلامه: "والصحابة لم يكونوا يقولون هل أنت مقرّ بوجوبها أو جاحدٌ لها؟ هذا لم يعهد عن الصحابة بحال. بل قال الصديق لعمر رضي الله عنهما: "والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لقاتلتهم على منعه"، فجعل المبيح للقتال مجرّد المنع لا جحد الوجوب. وقد روى أن طوائف منهم كانوا يقرون بالوجوب، لكن يخلُّو بها،ومع هذا فسيرة الخلفاء فيهم سيرة واحدة. وهى قتل مقاتلهم، وسبي ذراريهم، وغنيمة أموالهم، والشهادة على قتلاهم بالنار. وسمّوا جميعاً أهل الردّة. وكان من أعظم فضائل الصديق عندهم، أن ثبته الله على قتالهم. ولم يتوقّف كما توقّف غيره حتى ناظرهم فرجعوا إلى قوله. وأما قتال المقرِّين بنبوة مسيلمة الكذَّاب فهؤلاء لم يقع بينهم نزاع في قتالهم" اﻫـ [الفتاوى:م 28/ص 501]. فإن قال قائل قد ورد في السنة أحاديث تدلّ على أن الإنسان كان يصبح معصوم الدم والمال عند النبي صلّى الله عليه وسلّم بمجرد قوله"لا إله إلا الله" وإقامته للصلاة، كحديث عتبان بن مالك رضي الله عنه قال: {قام النبي صلّى الله عليه وسلّم يصلى. فقال: أين مالك بن الدخشم؟ فقال رجل: ذلك منافق لا يحبّ الله ورسوله. فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: لا تقل ذلك ألا تراه قد قال "لا إله إلا الله" يريد بذلك وجه الله. وأن الله قد حرّم على النار من قال "لا إله إلا الله" يبتغي بذلك وجه الله}.[متفق عليه]. وحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:{ثم أتاه رجل غائر العينين، مشرف الوجنتين، ناتئ الجبهة، كثّ اللحية، مشمر الإزار، محلوق الرأس، فقال: اتق الله يا رسول الله، فرفع رأسه إليه. فقال: ويحك أليس أحق الناس أن يتقي الله أنا؟ ثم أدبر فقال خالد: ألا أضرب عنقه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فلعله يكون يصلي فقال: إنه رُبَّ مصلٍّ يقول بلسانه ما ليس في قلبه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إني لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشقّ بطونهم} [مسلم]. وحديث أن رجلا سار‍ّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما سار به حتى جهر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فإذا هو يستأذنه في قتل رجل من المسلمين. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: {أليس يشهد أن "لا إله إلا الله"؟ فقال بلى ولا شهادة له، قال: أليس يصلِّى؟ قال بلى ولا صلاة له، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أولئك الذين نهاني الله عن قتلهم} [الموطأ وأحمد]. قلنا في الجواب عن ذلك: أنه ليس هناك تعارض بين النصوص. وهؤلاء الذين نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن تكفيرهم وقتلهم، كان ظاهرهم يدلّ على إسلامهم، لإظهارهم التوبة من الشرك وإقامة الصلاة. وقد نهى الله تعالى عن قتل من كانت هذه صفته، فقال: ]فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ [[التوبة:5] ولهذا قال صلّى الله عليه وسلّم: {أولئك الذين نهاني الله عن قتلهم}. فقائل "لا إله إلا الله" إذا كان تائباً من الشرك والكفر ثم أقام الصلاة وآتى الزكاة وأظهر الإيمان بما جاء به النبي صلّى الله عليه وسلّم جملةً، يكون هذا القائل مسلماً، له ما للمسلمين، وعليه ما على المسلمين. أما إذا قال "لا إله إلا الله" وهو غير تائب من الشرك والكفر. أو أظهر التوبة من ذلك وامتنع عن فعل الصلاة أو الزكاة فلا يُعتبر هذا القائل مسلماً. للأدلّة المتقدّمة.ثم إن الذي يُظهر التوبة من الشرك والكفر ويُظهر إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة يكون على إحدى حالتين : الأولى: أن يكون مؤمناً ظاهراً وباطناً فينفعه قوله ذاك في الدنيا والآخرة. الثانية:أن يكون مظهراً للإيمان،مبطناً للكفر فيكون منافقاً في الدرك الأسفل من النار. ولكنه في الدنيا يعامل كمعاملة المسلمين لإتيانه بالإسلام الظاهر وإن أبطن العداوة والبغضاء للحق وأهله. وهذه الأحاديث إنما تدلّ على عصمة دماء هذا الصنف من الناس ما لم يظهروا ردة صريحة. وقد كان المنافقون في عهد النبي صلّى الله عليه وسلّم مظهرين للإسلام والتوبة من الشرك وكانوا يصلُّون خلف النبي صلّى الله عليه وسلّم ويقاتلون معه أعداءه المشركين، ولم يكن صلّى الله عليه وسلّم يعرف أعيانهم جميعا. قال الله تعالى: ]وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِّنَ اْلأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ اْلمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ[ [التوبة:101] وكانت سيرته صلّى الله عليه وسلّم في المنافقين أن يقبل علانيتهم ويكل سرائرهم إلى الله، ولهذا كان يقع بينهم وبين المسلمين تناكح وتوارث لعدم تمّيزهم من المسلمين، إلا بما يعلمه الله من سرائرهم. ولم يأمر الله تعالى نبيه بقتل المنافقين المندسِّين في صفوف المؤمنين. لأنهم كانوا في أعين عشائرهم "مسلمين". وكان قتلهم يؤدى إلى تسرب الشكّ إلى قلوب بعض الناس وحصول الخلل في صفوفهم. وقد كاد الحيان "الأوس" و "الخزرج" يقتتلان لما طلب سيد الأوس من النبي صلّى الله عليه وسلّم قتل الذي آذاه وأهله في حديث الإفك. وأيضا إذا قتل النبي صلّى الله عليه وسلّم أقواماً لا يدلّ ظاهرهم إلا على الإسلام لأدى ذلك إلى تشويه سمعة الإسلام، ولوجد الحاقدون سبيلاً إلى الطعن فيه. ولربما قالوا "إن محمداً ملكٌ كسائر الملوك الذين لا يتقيدون بشرع، فيقتلون من شاؤا متى شاؤا". فينتج من ذلك أن يتباطأ الناس عن الاستجابة للدعوة التي كان حريصاً على إتمامها. ولِذا قال عند ما طُلب منه أن يأمر بقتل ابن أبيّ(7): {دعه لا يتحدث الناس إن محمداً يقتل أصحابه} [متفق عليه]. أما من أظهر الشرك والكفر بعد قوله "لا إله إلا الله محمد رسول الله" فحكم الله ورسوله فيه أن يُستتاب، فإن تاب. وإلا قتل لقوله صلّى الله عليه وسلّم: {من بدَّل دينه فاقتلوه} وهذا لا خلاف فيه بين علماء المسلمين كما قال ذلك الإمام ابن تيمية. ولهذا قال البغوي: "فان كان كفره بجحود واجب أو استباحة محرّم فيحتاج أن يرجع عما اعتقده" أي لا يكون بمجرّد كلمة التوحيد مسلماً. ـــــــــــــــــــــــــــــــ (1) كان أبوه من قواد "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه استشهد في موقعة الجسر وأخته "صفية بنت أبي عبيد" كانت زوجة "ابن عمر" رضي الله عنهما، استولى "المختار" علي الكوفة ودعا الناس إلي الثأر والطلب لدم الحسين بن عليّ رضي الله عنهما فوجد أنصاراً فطارد قتلة الحسين ومن كان في الجيش الذي قتل الحسين، فقتل منهم أعداداً كثيرة فأحبّه الناس. ثم التقي قائده "إبراهيم بن الأشتر" بجيش الشام بقيادة "عبيد الله بن زياد" فانتصر "إبراهيم" وقتل "عبيد الله" في موقعة "خازر". ولما قوي أمر المختار وأطاعه الناس ادّعي النبوة والوحي فتفرّق عنه الناس، قتله "مصعب بن الزبير" وكان يقود جيشاً أرسله "عبد الله بن الزبير" في سنة (67ﻫـ) . (2) من أوائل نفاة الصفات زعم أن الله لم يتّخذ إبراهيم خليلاً ولم يكلِّم موسى تكليماً فقُتل بالعراق، قتله "خالد بن عبد الله القسري" يوم عيد الأضحى قال: "أيها الناس ضحوا تقبّل الله ضحاياكم فإني مضح بالجعد بن درهم فإنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ولم يكلِّم موسى تكليماً، تعالى الله عمّا يقول الجعد علوّاً كبيراً ثم نزل فذبحه. وكان ذلك في خلافة هشام بن عبد الملك (105-125ﻫـ) . (3) إليه تنسب الجهمية الذين ينفون صفات الله ويقولون "إن الإيمان هو المعرفة القلبية" قيل إنه جادل ملاحدة الهند فقالوا: هل رأيت إلـهك هل سمعت هل لمست هل شممت، فقالوا: إنما تعبد عدماً، فشكّ وترك الصلاة أربعين يوماً ثم ابتدع بدعة وقال: "هو روح لا يرى ولا يسمع ولا يشمّ ولا يلمس وهو في كلّ مكان" . وبدعة الجهمية ولدت بدعة الاتحادية. اشترك جهم في ثورة ضدّ الدولة فقُتل سنة (128ﻫـ) . (4) من كبار الصوفية الزهاد وكان يجول في البلاد يدعوا إلي الزهد، أُتُّهم بالزندقة وأنه يري رأي أهل الحلول والإتحاد، وشهد عليه كثيرون وأخرجوا بعض ما كتبه وفيه "أنه إله في الأرض"،. فقُتل في سنة (309ﻫـ) بعد أن مكث في الحبس سنوات كثيرة، وُجد فيما بعد طائفة تعظِّمه عُرفت بالحلاجية. (5) قيل "كان يهوديّ الأصل" وكان من الذين مكروا بالإسلام وأشعلوا نار الفتنة التي أدّت إلي مقتل أمير المؤمنين "عثمان بن عفان" رضي الله عنه.كان يجول في البلاد البعيدة عن مقرّ الخلافة فينشر فيها أفكاراً منحرفة لإضلال الجهال، من ذلك قوله:"إن لكل نبيّ وصيّاً وإنّ وصيّ محمّد عليّ"وذلك لإبطال شرعية خلافة عثمان. أتباعه معروفون بالسبيئية وهم الذين ألّهوا عليّاً رضي الله عنه فحرّقهم بالنار، وطلب "ابن سبأ" ليقتله فهرب منه. (6) كانوا قبائل بدوية من الترك فجمعهم "جنكزخان" ووضع لهم كتابه "الياسق" ليكون دستوراً لهم، تغلّب علي الصين والبلاد الآسيوية وزحف إلي المشرق الإسلامي سنة 616ﻫـ وأفسدوا في البلاد بالقتل والنهب والتحريق.مات الطاغية جنكزخان في سنة 624ﻫـ. استولى حفيده "هولاكو" علي بغداد العاصمة الإسلامية وقتل الخليفة والأمراء والعلماء وما لا يحصى من الخلق، وأسّس الدولة "الإيلخانية" التي بقيت من (656-736ﻫـ). ادّعى أحد ملوكهم وهو "محمود قازان" الإسلام ولكنه لم يغيِّر سيرة أسلافه في القتل والنهب والتوسّع في البلاد الإسلامية، وهزمه المسلمون بقيادة "الملك الناصر" في موقعة "شقحب" بقرب دمشق، واشترك الإمام ابن تيمية فيها، وكان ذلك في سنة (702ﻫـ). (7) هو عبد الله بن أبيّ ابن سلول الخزرجي، رأس المنافقين، كان قومه قد أرادوا أن يجعلوه مثل الملك عليهم ونظموا الخرز ليتوجُّوه، وكان الوحيد الذي رضيت به القبيلتان الأوس والخزرج معاً لأنه كان قد اعتزل الحروب الأخيرة التي دارت بينهم، فلما جاء الإسلام وهاجر النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى المدينة وأسلمت الأنصار، حسد النبي صلّى الله عليه وسلّم وأضمر له الكيد وأظهر الإسلام بعد غزوة بدر. مات منافقاً فصلّى عليه النبي فأنزل الله ]ولا تصلِّ علي أحد منهم مات أبداً ولا تقم علي قبره[ (التوبة).