الحقيقة الثامنة: شروط الدخول في الإسلام، وذكر مسألة الكف عن قتل المشركين بإيجاز. إن الله سبحانه أخبر أن دينه الإسلام وأنه لا يقبل من أحد دينا غيره: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ اْلإِسْلاَمُ [آل عمران:19] وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ اْلإِسْلاَمِ دِيْنًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخرة مِنَ اْلخَاسِرِينَ [آل عمران:85]. وقد شرط الله لمن أراد الدخول في الإسلام شروطا، أولها التوبة من الشرك والكفر. قال الله تعالى: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ [التوبة:5]. وقال الله تعالى: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّيْنِ [التوبة:11]. والمراد من التوبة في الآيتين هو التوبة من الشرك والكفر. قال الطبري فإن تابوا يقول: "فإن رجعوا عما نهاهم عنه من الشرك بالله، وجحود نبوة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له دون الآلهة والأنداد، والإقرار بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم . ثم روي عن أنس رضي الله عنه أنه قال: "توبتهم خلع الأوثان وعبادة ربهم وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة" وقال القرطبي: فإن تابوا أي عن الشرك والتزموا أحكام الإسلام. وقال ابن كثير: فإن تبتم أي عما أنتم فيه من الشرك والضلال. وما قاله أنس رضي الله عنه والمفسرون عن التوبة المطلوبة من المشركين وأنها التوبة من الشرك والكفر هو الحق الصريح. ولم يكن أنس رضي الله عنه وغيره من العلماء يرون أن ما قالوه يعارض الحديث الصحيح. {أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله} [متفق عليه]. بل إن أنس رضي الله عنه من الرواة لهذا الحديث، وإنما كانوا يرون أن الحديث يطابق الآية في المعنى والمراد. لأن الإنسان إذا شهد أن "لا إله إلا الله" فقد كفر بشهادته بأن مع الله آلهة أخرى، التي كان يشهدها في كفره. وصار حينئذ متبرئا تائبا من الشرك في ظاهره. فتحققت بذلك التوبة التي أرادها الله من المشركين. ولم يكن في زمان الصحابة والتابعين من ينطق بكلمة الشهادة من أهل الأوثان، ثم يصر على عبادة وثنه القديم كما بينا سابقا. وإنما وجد من يفعل ذلك في الأزمنة المتأخرة عندما ابتعد الناس عن حقيقة الإسلام. واتبعوا سنن اليهود والنصارى الذين أشركوا بالله واتخذوا الأحبار والرهبان أربابا من دون الله وهم يقولون مع ذلك بأفواههم "لا إله إلا الله" تقليداً ووراثة. ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ، عند ما كان يعلِّم الصحابة شروط الدخول في الإسلام، يردد لفظا واحدا متكررا في التعبير عن المعنى المراد. ولكن صحّت عنه ألفاظ مختلفة تؤدى إلى معنى واحد. فقد صحّ عنه أنه قال: {أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله} الحديث. وصحّ عنه أنه قال: {من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عزّ وجلّ} [مسلم]. وصحّ عنه أنه قال: {بني الإسلام على خمس على أن يعبد الله ويكفر بما دونه وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان} [متفق عليه]. فمن تأمل الآيتين من سورة التوبة وما قاله علماء السلف في تفسيرهما وتأمل الأحاديث التي صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم بألفاظها المختلفة والتي تجيب عن: متى يصبح المشرك مسلما في ظاهره؟؟. من تأمل ذلك يعلم علم اليقين أن التوبة من الشرك والكفر والبراءة من ذلك في الظاهر شرط للدخول في الإسلام. وأن من جاء بالنطق المجرد وهو مقيم على شركه وعبادته لغير الله لا ينفعه النطق شيئاً. ولا يكتسب به صفة الإسلام. لأنه قد تبين أنه لم يتب من الشرك، ولم يكفر بما يعبد من دون الله. ويعلم كذلك أن الإنسان قد ينطق بكلمة التوحيد وهو لا يكفر بما يعبد من دون الله. فإذاً لا يصحّ أن يُقال إن كلّ من أتى بالنطق "مسلم" إجمالاً وإن خالف فعله نطقه ولكن يجب التفصيل بأن يقال من شهد أن "لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله" تائباً متبرئاً من الشرك في الظاهر صار مسلماً مع بقية الشروط الأخرى من الصلاة والزكاة وغير ذلك. ومن شهد أن "لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله" وهو مقيم مصرّ على شركه لم يكن بذلك مسلما، وإن أتى ببقية الشروط الأخرى كالصلاة والزكاة وغير ذلك. وقال البغوى:" الكافر إذا كان وثنيا أو ثنويا لا يقرّ بالوحدانية فإذا قال: "لا إله إلا الله" حكم بإسلامه ثم يجبر على قبول جميع أحكام الإسلام ويبرأ من كل دين خالف دين الإسلام. وأما من كان مقرا بالوحدانية منكرا للنبوة فإنه لا يحكم بإسلامه حتى يقول محمد رسول الله. وإن كان يعتقد أن الرسالة المحمدية إلى العرب خاصة، فلابد أن يقول :" إلى جميع الخلق". فإن كان كفره بجحود واجب أو استباحة محرم فيحتاج أن يرجع عما اعتقده. اهـ (فتح الباري:م 12/ص 279) وهذا الذي "يحتاج أن يرجع عما اعتقده" هو الذي يقر بالشهادتين ولكنه كفر بجحود واجب أو استباحة محرم. كما قاتل أبو بكر رضي الله عنه مانعي الزكاة ولم يخالفه في ذلك أحد من الصحابة. فكان إجماعا منذ ذلك الوقت، وكذلك اتّفق الفقهاء بعده. ومن اعتقد عدم وجود كافر يقر بالشهادتين يلزمه أن يقول بتخطئة الصحابة رضوان الله عليهم وأن يدعى أنه قد اهتدى للصواب بعدهم. وهذا هو الجواب عن متى يصير المشرك مسلما. له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين. أما مسألة الكف عن قتل المشرك فلها تفصيل نذكره هنا بإيجاز: 1) إن المشرك الوثني الذي ينكر قول "لا إله إلا الله" لاعتقاده بألوهية آلهة أخرى، إذا قال "لا إله إلا الله" ولو في حال الحرب، يجب الكف عنه حتى يختبر لاحتمال حدوث التوبة منه. كما هو مأخوذ من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فصبحنا "الحرقات" من جهينة فأدركت رجلا فقال لا إله إلا الله فطعنته فوقع في نفسي من ذلك، فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أقال لا إله إلا الله وقتلته، قال: قلت يا رسول الله إنما قالها خوفا من السلاح. قال: أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا.فما زال يكررها على حتى تمنيت أنى أسلمت يومئذ} [مسلم]. وحديث أبي هريرة الذي فيه أن عمر رضي الله عنه قال لأبي بكر"كيف تقاتل الناس وقد قال صلى الله عليه وسلم: {أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا "لا إله إلا الله" فمن قال فقد عصم منى ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله} [متفق عليه].ففيهما الأمر بالكف عمن قال "لا إله إلا الله" من أهل الأوثان لهذا الاحتمال، لا أنهم قد صاروا بهذا القول المجرد مسلمين. قال الحافظ ابن حجر في {الفتح} عن حديث أبى هريرة : "وفيه منع قتل من قال "لا إله إلا الله" ولم يزد عليها وهو كذلك، ولكن هل يصير بمجرد ذلك مسلما؟. الراجح لا، بل يجب الكف عن قتله حتى يختبر. فإن شهد بالرسالة والتزم أحكام الإسلام، حكم بإسلامه. وإلى ذلك الإشارة بقوله "إلا بحق الإسلام " ا ﻫ. 2) أما الكافر من أهل الكتاب الذين يقولون "لا إله إلا الله" في كفرهم ولا يقولون "محمدٌ رسول الله" فلا يرفع عنه السيف بقوله "لا إله إلا الله" فقط بل لابد أن يقول محمدٌ رسول الله، ليكف عنه. قال أبو سليمان الخطابي في قوله: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله "معلوم أن المراد بهذا أهل عبادة الأوثان دون أهل الكتاب لأنهم يقولون "لا إله إلا الله" ثم يقاتلون ولا يرفع عنهم السيف". (شرح مسلم: 1/206) وقال القاضي عياض: "اختصاص عصمة المال والنفس بمن قال "لا إله إلا الله"تعبير عن الإجابة إلى الإيمان. وأن المراد بذلك مشركو العرب وأهل الأوثان، فأما غيرهم ممن يقر بالتوحيد فلا يكتفي في عصمه بقول "لا إله إلا الله" إذا كان يقولها في كفره" ا هـ. (شرح مسلم: 1/206) 3) وأيضا فمن أهل الكتاب من يقول "لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله" ولكنه يعتقد أنه رسول الله إلى العرب خاصة. فمثل هذا لا يكف عنه بقوله "لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله" حتى يعترف بأنه رسول الله إلى جميع الخلق. كذا قال الإمام الشافعي وغيره من العلماء. وهو موافق للقرآن، لأن الله أمر بقتال أهل الكتاب مع علمه بأنهم يقولون "لا إله إلا الله". ولم يجعل قولهم ذلك مانعا من قتالهم، لأنهم لم يكونوا يدخلون في الإسلام بهذا القول، بل كانوا يقولونها مع اتخاذهم الأحبار والرهبان أربابا من دون الله. قال الله تعالى: قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ اْلآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُوْنَ[التوبة: 29] قال الإمام الشافعيّ في "الأُمّ": والإقرار بالإيمان وجهان: 1) "فمن كان من أهل الأوثان ومن لا دين له يدّعى أنّه دين النُّبوة ولا كتاب، فإذا شهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً عبده ورسوله فقد أقرّ بالإيمان ومتى رجع عنه قُتل. 2) قال: ومن كان على دين اليهودية والنصرانية فهؤلاء يدّعون دين موسى وعيسى صلوات الله وسلامه عليهما وقد بدّلوا منه، وقد أُخذ عليهم فيهما الإيمان بمحمّد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكفروا بترك الإيمان به واتّباع دينه مع ما كفروا به من الكذب على الله قبله. فقد قيل لي: إنّ فيهم من هو مُقيمٌ على دينه يشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً عبده ورسوله، ويقول: "لم يبعث إلينا". فإن كان فيهم أحدٌ هكذا فقال أحدٌ منهم: "أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً عبده ورسوله" لم يكن هذا مستكمل الإقرار بالإيمان حتى يقول: "وأنّ دين محمّدٍ حقٌّ أو فرضٌ وأبرأ مما خالف دين محمّدٍ صلى الله عليه وسلم أو دين الإسلام"، فإذا قال هذا فقد استكمل الإقرار بالإيمان، فإذا رجع عنه أُستُتِيبَ، فإن تاب وإلاّ قُتل. 3) فإن كان منهم طائفةٌ تُعرَف بأن لا تُقرّ بنبوة محمّد صلى الله عليه وسلم إلاّ عند الإسلام، أو تزعم أنّ من أقرّ بنبوته لزمه الإسلام، فشهدوا أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً عبده ورسوله فقد استكملوا الإقرار بالإيمان. فإن رجعوا عنه اُستُتِيبوا، فإن تابوا وإلاّ قُتلوا". موسوعة الشافعيّ: (المجلّد السابع. ص: 596). كذلك الطوائف البشرية التي انتسبت إلى الإسلام ونطقت بالشهادتين مع إعلانها ما هو في دين الله كفر وشرك وضلال كأتباع مسيلمة الكذاب وغيره من المتنبئين. ومانعي الزكاة، وأتباع عبد الله بن سبأ، وكثير من فرق الشيعة(1) كالكاملية، والغرابية، والإسماعيلية، وكذلك بني عبيد القداح(2)، والقرامطة(3)، وغيرهم من الفرق الباطنية(4)، وأهل الحلول والاتحاد(5)، وكذلك التتار. فكل هذه الفرق المعروفة في تاريخ الإسلام لم يكن نطقهم بالشهادتين يعتبر إسلاماً، بسبب اعتقاداتهم وأعمالهم المناقضة للشهادتين. وكانوا عند فقهاء الإسلام كفاراً خارجين عن الإسلام. وكان لابدّ لمن أراد منهم الرجوع إلى الإسلام أن يرجع عما اعتقده، ويعلن براءته من الكفر وإلا لم يكن معصوم الدم والمال مهما نطق وأقر بالشهادتين. ويلحق بهم في الحكم كل الدول القائمة اليوم التي تحكم بغير ما أنزل الله. واختارت العمل بالنظم والقوانين الجاهلية برضاها والتي تعلن عضويتها في المجمع الكفري العالمي المسمى بـ(هيئة الأمم المتحدة)(6) والتزامها بمواثيق وعهود المجمع. وكل من يدين لهذه الدول بالولاء والطاعة اختياراً من غير إكراه. وكل مؤمن بالأديان الكفرية العصرية كالديمقراطية(7) والاشتراكية(8) التي وضعت لتحلّ محلّ دين الله. وكل من يعتزّ بتقليده وتشبهه بالغربيين في الأخلاق والسلوك. فكل هؤلاء وأمثالهم ليسوا بمسلمين وليس نطقهم بالشهادتين إسلاماً مهما كثر المحرِّفون للدِّين الذين يسمّونهم "مسلمين" جهلاً وضلالاً أو بغياً وعدواناً. إن المتأمل لأراء المنحرفين الذين أخطأوا في تعريف الإسلام، يرى أنهم وقعوا في أخطاء متلاحقة، يمكن تلخيصها فيما يأتي: أولا: لم يأخذوا النصوص التي بينت شروط الدخول في الإسلام جملة بل اكتفوا بلفظ من ألفاظ الحديث وهو: {أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله} وأهملوا الألفاظ الأخرى مثل: {على أن يعبد الله ويكفر بما دونه}، {وكفر بما يعبد من دون الله} وأهملوا كذلك ما دلت عليه الآيتان من سورة التوبة وما قاله العلماء في تفسيرهما. ثانيا: فهموا من الحديث الذي أخذوه فهما يخالف فهم علماء السلف، حيث ظنوا أن النطق بالشهادتين ينفع الإنسان ويجعله مسلماً، وإن كان متلبسًا بالشرك والكفر. وظنوا أن الشرك والكفر هو أن يرفض الإنسان النطق بالشهادتين كحال مشركي العرب. ثالثا: وكما أخطأوا في فهم الحديث أخطأوا كذلك في فهم أقوال العلماء فإن وجدوا من يقول إن الإسلام هو شهادة أن "لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله" ظنوا أنه يؤيّد فكرتهم ورجعوا مسرورين. ولو أنهم تبيَّنوا وبحثوا عن آراء علماء الإسلام في من يشهد الشهادتين في الشرك والكفر، لعلموا أنهم قد ضلّوا وانحرفوا وأتوا بأفسد مما جاءت به المرجئة القديمة من الآراء الضالة التي لا تخدم إلا أعداء الإسلام. ----------------------- (1) اسم أُطلق في أول الأمر علي الذين ناصروا عليّاً رضي الله عنه في الحروب التي خاضها، فقيل لهم: "شيعة عليّ" أي "أنصار عليّ"، ثم صار فيما بعد علماً لطائفة مبتدعة تضع عليّاً رضي الله عنه في مرتبة فوق الصحابة أو فوق النبي صلى الله عليه وسلم، علي اختلافٍ بينهم في الآراء والأهواء. والشيعة على ثلاث طبقات في الغلوّ: (الأولي) وهي الزيدية وهم أقربهم إلي الاعتدال، لا يسبُّون الصحابة ويترضون عنهم ويرون أنّ عليّاً أفضل الصحابة علي الإطلاق، وأن خلافة أبي بكر وعمر كانت صحيحة، لأنّ إمامة المفضول جائزة مع وجود الفاضل. (الثانية) وهي التي تعتقد أن الصحابة كفروا لما ظلموا عليّاً وأخفوا الآية التي فيها إمامته بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، ولها أسماء كثيرة منها: (1) "السبابة" لسبِّهم أبا بكر وعمر وغيرهم رضي الله عنهم . (2)"الإمامية" لاعتقادهم أن الإمام لا يختار من بين المسلمين بالشورى ولكنه يُعيَّن من قبل الله بالنصّ. (3)"الاثني عشرية" لأنهم يعتقدون إمامة اثني عشر رجلاً وهم: (1) عليّ (2) الحسن (3) الحسين (4) عليّ بن الحسين {زين العابدين}. (5) محمد الباقر بن عليّ (6) جعفر الصادق بن محمّد. (7) موسى الكاظم بن جعفر. (8) علي الرضا بن موسى. (9) محمّد الجواد بن عليّ. (10) عليّ الهادي بن محمّد. (11) الحسن العسكري بن عليّ. (12) محمّد المهدي بن الحسن، ويعتقدون أنه المهديّ المنتظر. (4)"الرافضة" لأنهم رفضوا إمامة "زيد بن عليّ" لما أبى أن يتبرّأ من أبي بكر وعمر فقال: أنتم الرافضة. (الثالثة) وهي الغالية الذين يؤلّهون عليّاً والأئمة من أهل البيت كالقرامطة وبني عبيد القداح وغيرهم.  ومنهم الكاملية الذين اعتقدوا كفر الصحابة كلهم ولم يستثنوا عليّاً منهم كما فعلت الرافضة الذين يستثنون منهم عليّاً وعدداً قليلاً لا يتجاوز عدد الأصابع. وقالت الكاملية: "إن عليّاً كفر لأنه أطاع الظالمين" يريدون أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم .  ومنهم الغرابية الذين يعتقدون أن الله أرسل إلي عليّ فأخطأ الملك فأوحي إلي محمّد .. ويقولون: "إن عليّاً كان شبيهاً بمحمّد كما يشبه الغراب بالغراب. ومنهم الإسماعيلية الذين يؤلّهون عليّاً والأئمة من أهل البيت، ويقولون: "إن الإمام بعد "جعفر الصادق" ليس "موسى الكاظم" كما تقول الرافضة وإنما هو ابنه الأكبر "إسماعيل بن جعفر"، وبعده "محمّد بن إسماعيل" الذي نسخت شريعته –كما يقولون- شريعة محمّد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم . (2) كانوا من الإسماعيلية من حيث الاعتقاد وتغلّبوا علي بلاد المغرب وكوَّنوا هناك دولة لهم في سنة 297ﻫـ، ثم توسّعوا وزحفوا إلي المشرق واستولوا مصر في سنة 358ﻫـ واتخذوها مقرّاً لدولتهم وبنوا مدينة القاهرة وجامعة الأزهر، وأحدثوا الشرك والبدع في الديار المصرية غيرها.وقد سقطت دولتهم في سنة 567ﻫـ علي يد صلاح الدِّين الأيوبي رحمه الله تعالى . (3) هي حركة من حركات "الإسماعيلية" تنسب إلي "حمدان قرمط" من دعاة "الإسماعيلية" من أتباعه: "زكروية" و "أبو سعيد الجبائي" وابنه "سليمان بن ابي سعيد". انتشرت دعوتهم في البحرين وقوي أمرهم واستولوا علي مكة سنة 317ﻫـ وقتلوا الحجاج واقتلعوا "الحجر الأسود". وبقي في يدهم إلي سنة 339ﻫ. (4) اسم عام يشمل كلّ الفرق التي تعتقد بألوهية البشر كالإسماعيلية وبني عبيد القداح والنصيرية والدروز والقادرية وغيرهم، وسمّوا الباطنية لأنهم يزعمون أنهم يتّبعون باطن القرآن فلا يضرّهم مخالفتهم لظاهره . (5) طائفة منحرفة ضلّت عن معرفة الله وصفاته ولا يفرّقون بين الخالق والمخلوق، ويقولون عن كل شيء في السماوات والأرض إنه هو الله، ويقولون: "إن أهل الأوثان ما عبدوا إلاّ الله وأن قوم نوح وعاد وثمود وفرعون وآله كانوا علي الهدي المستقيم". وقال أحد شيوخهم: "القرآن كلّه شركٌ"!!.وذلك لأنهم رأوا أنه يفرّق بين الخالق والمخلوق. ويقولون: "إن النصارى كفروا بالتخصيص، لأنهم قالوا:إن الله هو المسيح". فهم أكفر من النصارى. ويقولون: "لا طاعة ولا معصية" من أئمتهم "ابن عربي" صاحب "الفتوحات المكية" و "فصوص الحكم" و "التلمساني" و "ابن سبعين" وغيرهم (6) هي منظمة دولية تأسّست بعد الحرب العالمية الثانية (1939-1945م) يزعمون أنّهم أقاموها لوقاية العالم من الحروب المدمرة. تكوَّنت أولاً من إحدى وخمسين دولة وقّعت ميثاقها في (سان فرنسيسكو في سنة 1945م). وميثاق الأمم المتحدة من وضع الكفار الذين لا يؤمنون بالله ورسوله وكتابه، فلذا هو مخالف لما عليه المسلمون. فهو يدعوا إلي المودّة والإخاء بين بني البشر مسلمين وكافرين، والاعتراف بحقوق الإنسان مهما كان دينه، واحترام الحدود الجغرافية الدولية، والدولة إذا انضمت إلي هذه المنظمة ووقّعت ميثاقها فقد اعترفت فعلياً بانسلاخها من كتاب الله الذي يحرّم مودّة الكفار وموالاتهم وطاعتهم ويأمر بجهادهم وعدم اعتراف حدودهم الدولية. ومن أجهزتها: (أ) "الجمعية العامّة": التي تضم جميع دول المنظمة، ولكلّ دولة لها مقعد فيها ولها اجتماع سنويّ . (ب) "مجلس الأمن": وهو القيادة الفعلية للمنظمة ويتكوَّن من خمس عشرة دولة. منها خمس دول عضويتها في المجلس دائمة ولها حقّ النقض (الفيتو) vito وهي: أمريكا و روسيا و بريطانيا وفرنسا و الصين. ومعني ذلك أنه إذا اتّفقت الجمعية العامّة علي أمر = = ورأت أنه حقّ وصواب وضروريّ يرفع إلي مجلس الأمن فإذا رضي المجلس بذلك وأبت دولة لها حقّ النقض، فإن هذا الأمر الحقّ الصواب الضروريّ في نظر الجميع يُترك وهذا الترك مشروع لديهم لأنه يوافق قوانين المنظمة التي تشبه قوانين الغابة "الحقّ للأقوى". (جـ) "محكمة العدل الدولية": وهي القاضي الذي يحكم بين الدول في النّزاعات التي بينها، ولها دستورها الوضعي الذي ينقاد له الجميع. وهناك مؤسّسات تابعة للمنظمة مثل: (1) منظمة العمل الدولية: u.n.d.p. (2)منظمة الأغدية الدولية: w.f.p(3) منظمة التربية والتعليمunesco: (4) منظمة الصحة الدولية: w.h.o (5) منظمة اللاجئين: u.n.h.c.r(6) منظمة الطفولة: unicef (7) البنك الدولي world bank. (7) كلمة يونانية معناها: "سلطة الشعب" أو "حكم الشعب" وهي فكرة تدعوا إلي إبطال التكتاتورية وإعطاء الشعب حقه في الاشتراك في السلطة بواسطة النواب. وكان الرومان يعملون بها في أثناء دولتهم. وهي تقوم علي مبادئ مخالفة لكتاب الله. منها : (الأول) الحكم للشعب: يعارض الحكم لله كما في قوله تعالى: إن الحكم إلاّ لله (يوسف) (الثاني) اتباع حكم الأغلبية عند الاختلاف: يعارض قوله تعالى: وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين (يوسف) (الثالث) المساواة بين المؤمن والكافر وبين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات: وهذا يعارض قوله تعالى:أفنجعل المسلمين كالمجرمين-القلم- وقوله تعالى: وليس الذكر كالأنثى -آل عمران- (الرابع) الحرية المطلقة: وهي تعارض العبودية المطلقة التي جاء بها الإسلام كما في قوله تعالى: أمر ألاّ تعبدوا إلاّ إياه -يوسف- وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم -يس- . (8) الاشتراكية العلمية أو "الشيوعية": نظرية اقتصادية واجتماعية وضعها "كارل ماركس" بمساعدة صديقه "أنجلز" في كتابه "البيان الشيوعي" وغيره. أراد "ماركس" أن ينقذ البشرية من ظلم "الرأسمالية" فأوقعها فيما هو مثلها أو شرّ منها. من حيث أنه أنكر "الملكية الفردية" وهي من الأمور الفطرية الملازمة لكلّ إنسان. وأنكر وجود الله ودين الله وأنزل الإنسان مرتبة الحيوان وجعل مطالبه: المأكل والمشرب والمسكن والجنس لا غير. واعتبرت الشيوعية الزواج قيوداً غير فطريّة ناشئة من البيئة. طبّق "لينين" "الاشتراكية العلمية" في روسيا بعد الثورة البلشفية عام (1917م) وبقيت فيها مدّة طويلة اكتسبت خلالها أنصاراً ودولاً سارت بسيرها ولكن في هذه السنوات الأخيرة انهارت الفكرة تقريباً ولم تبق جاذبيتها كما كانت من قبل .