{ثالثاً} الإحسان : الإحسان: هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك . المحسنون هم الذين فعلوا الواجبات والمستحبات وتركوا المحرّمات والمكروهات. قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اَلْمُتَّقِيْنَ فِيْ جَنَّاْتٍ وَعُيُوْنٍ. آخِذِيْنَ مَاْ آتَاْهُمْ رَبَّهُمْ إِنَّهُمْ كَاْنُوْا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِيْنَ. كَاْنُوْا قَلِيْلاً مِنَ اَلْلَّيْلِ مَاْ يَهْجَعُوْنَ. وَبِاَلأَسْحَاْرِ هُمْ يَسْتَغْفِرُوْنَ. وَفِيْ أَمْوَاْلِهِمْ حَقٌّ لِلْسَّاْئِلِ وَاَلْمَحْرُوْمِ﴾ [الذاريات: 15-19]. وقال تعالى: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنَ نَبَيٍّ قَاْتَلَ مَعَهُ رِبِّيُوْنَ كَثِيْرٌ فَمَاْ وَهَنُوْا لِمَاْ أَصَاْبَهُمْ فِيْ سَبِيْلِ اَللهِ وَمَاْ ضَعُفُوْا وَمَاْ اِسْتَكَاْنُوْا وَاللهُ يُحِبُّ اَلْصَّاْبِرِيْنَ. وَمَاْ كَاْنَ قَوْلَهُمْ إِلاْ أَنْ قَاْلُوْا رَبَّنَاْ اِغْفِرْلَنَاَ ذُنُوْبَنَاْ وَإِسْرَاْفَنَاْ فِيْ أَمْرِنَاْ وَثَبِّتْ أَقْدَاْمَنَاْ وَاَنْصُرْنَاْ عَلَىْ اَلْقَوْمِ اَلْكَاْفِرِيْنَ. فَآتَاْهُمُ اَللهُ ثَوَاْبَ اَلْدُّنْيَاْ وَحُسْنَ ثَوَاْبِ اَلآخِرَةِ وَاللهُ يُحِبُّ اَلْمُحْسِنِيْنَ﴾ [آل عمران: 146-148] . وقال تعالى: ﴿وَاَلَّذِيْنَ جَاْهَدُوْا فِيْنَاْ لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَاْ وَإِنَّ اَللهَ لَمَعَ اَلْمُحْسِنِيْنَ﴾ [العنكبوت: 69] . وقال تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِيْناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاَتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاْهِيْمَ حَنِيْفاً وَاَتَّخَذَ اَللهُ إِبْرَاْهِيْمَ خَلِيْلاً﴾ [النساء: 125] . وقال تعالى: ﴿وَلاْ تُفْسِدُوْا فِيْ اَلأَرْضِ بَعْدِ إِصْلاْحِهَاْ وَاَدْعُوْهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اَللهِ قَرِيْبٌ مِنَ اَلْمُحْسِنِيْنَ﴾ [الأعراف: 56] . وقال تعالى عن يوسف عليه السلام: ﴿وَلَمَّاْ بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاْهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِيْ اَلْمُحْسِنِيْنَ﴾ [يوسف: 22] . وقال تعالى عن موسى عليه السلام: ﴿وَلَمَّاْ بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاَسْتَوَىْ آتَيْنَاْهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِيْ اَلْمُحْسِنِيْنَ﴾ [القصص: 14]. وقال تعالى: ﴿وَمَاْ تَكُوْنُ فِيْ شَأْنٍ وَمَاْ تَتْلُوْا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلاْ تَعْمَلُوْنَ مِنْ عَمَلٍ إِلاْ كُنَّاْ عَلَيْكُمْ شُهُوْداً إِذْ تُفِيْضُوْنَ فِيْهِ وَمَاْ يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَاْلَ ذَرَّةٍ فِيْ اَلأَرْضِ وَلاْ فِيْ اَلْسَّمَاْءِ وَلاْ أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلاْ أَكْبَرَ إِلاْ فِيْ كِتَاْبٍ مُبِيْنٍ. أَلاْ إِنَّ أَوْلِيَاْءَ اَللهِ لاْ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاْ هُمْ يَحْزَنُوْنَ. اَلَّذِيْنَ آمَنُوْا وَكَاْنُوْا يَتَّقُوْنَ. لَهُمْ اَلْبُشْرَىْ فِيْ اَلْحَيَاتِ اَلْدُّنْيَاْ وَفِيْ اَلآخِرَةِ لاْ تَبْدِيْلَ لِكَلِمَاْتِ اَللهِ ذَلِكَ هُوَ اَلْفَوْزُ اَلْعَظِيْمُ﴾ [يونس: 60-64]. وفي حديث جبريل قال: فأخبرني عن الإحسان قال: {أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك} [رواه مسلم]. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: {أن الله تعالى قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب،وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بِها ورجله التي يمشي بِها، وإن سألني أعطينّه ولئن استعاذني لأعيذنّه} [[البخاري]رواه البخاري]. وعنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: قال: {إذا أحبّ الله تعالى عبداً نادى جبريل: أن الله تعالى: يحبّ فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل ثم ينادي في أهل السماء: أن الله تعالى يحب فلاناً فأحبّوه فيحبّه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبداً نادى جبريل: فيقول إني ابغض فلاناً فأبغضه فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء أن الله يبغض فلاناً فأبغضوه ثم توضع له البغضاء في الأرض} [رواه مسلم]. عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: {إنّ من عباد الله أناساً ماهم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانِهم من الله، قالوا: يارسول الله أخبرنا من هم، قال:{هم قوما تحابّوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونَها، فوالله إن وجوههم لنور وإنّهم على نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس، وقرأ هذه الآية ﴿أَلاْ إِنَّ أَوْلِيَاْءَ اَللهِ لاْ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاْ هُمْ يَحْزَنُوْنَ﴾ [أبو داوود] .