(6) التبرك بشجرة أو حجر أو بقعة أو قبر: قال الله تعالى: ﴿أَفَرَءَيْتُمْ اَلْلاْتَ وَاَلْعُزَّىْ وَمَنَاْةَ اَلْثَّاْلِثَةَ اَلأُخْرَىْ﴾ [النجم: 19-20]. قال ابن عباس وغيره: "كان اللات رجلاً يلت السويق، سويق الحاج فلما مات عكفوا على قبره فعبدوه" . قال ابن كثير:"كانت اللات صخرة بيضاء منقوشة وعليها بيت بالطائف له أستار وسدنة، وحوله فناء معظّم عند أهل الطائف" . وذكر ابن جرير: "أن العزى كانت شجرة عليها بناء وأستار بنخلة، وهي بين مكة والطائف كانت قريش يعظمونَها كما قال أبو سفيان يوم أحد "لنا العزى ولا عزى لكم" فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: {قولوا الله مولانا ولامولى لكم} . قال ابن كثير: "وأما مناة فكانت بالمشلل عند قديد بين مكة والمدينة، وكانت خزاعة والأوس والخزرج في جاهليتها يعظمونَها ويهلّون منها للحجّ إلى الكعبة" . وقال القرطبي: "أفرءيتم هذه الآلهة أنفعت أو ضرت حتى تكون شركاء لله تعالى" . عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه: خرجنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بِها أسلحتهم، يقال لها ذات أنواط ، فمررنا بسدرة فقلنا: يارسول الله اجعل لنا ذات أنواط كمالهم ذات أنواط، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: {الله أكبر إنّها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجعل لنا إلـهاً كما لهم آلهة، قال إنكم قوم تجهلون، لتركبنّ سنن من كان قبلكم}. [الترمذي] . عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: {اللهم لا تجعل قبري وثناً، لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد} . [أحمد] .