البـاب الرابع: الشرك الشرك : هو عبادة غير الله –معه أو من دونه– وهو ينقض التوحيد الذي هو إفراد الله سبحانه بالعبادة . قال الله تعالى: ﴿وَإِذْ قَاْلَ لُقْمَاْنُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَاْ بُنَيَّ لاْ تُشْرِكْ بِاَللهِ إِنَّ اَلْشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيْمٌ﴾ [لقمان: 13]. وقال تعالى: ﴿فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ اْلأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفَاءَ للهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ﴾ [الحج: 30-31]. وقال تعالى: ﴿إِنَّ اَللهَ لاْ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَاْ دُوْنَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاْءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً﴾ [النساء: 116] . وقال تعالى: ﴿وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأنعام: 88]. وقال تعالى: ﴿قُلْ أَفَغَيْرَ اَللهِ تَأْمُرُوْنِّيْ أَعْبُدُ أَيُّهَاْ اَلْجَاْهِلُوْنَ. وَلَقَدْ أُوْحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَىْ اَلَّذِيْنَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ اَلخَاسِرِينَ. بَلِ اَللهَ فَاَعْبُدْ وَكُنْ مِنَ اَلْشَّاْكِرِيْنَ﴾ [الزمر: 64-66] . وقال تعالى: ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾ [المائدة:72]. عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: {من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار} [رواه مسلم]. من هذه النصوص الصحيحة تعلم : {أولاً} أن المشرك ظالِمٌ لربه ظلماً عظيماً . {ثانياً} أن الله لا يغفر للمشرك الذي مات وهو غير تائب من شركه. {ثالثاً} أن الله سيحبط جميع الأعمال والعبادات القولية والفعلية للمشرك. {رابعاً} أن المشرك حرام عليه دخول الجنة، ومأواه النار خالداً فيها . والله تعالى العليم لم يفرق بين المشرك الذي ينكر النطق بكلمة "لا إله إلا الله" وبين الذي ينطق بِها وهو يشرك بالله شيئا، ولكن الله العليم اطلق هذه الحقائق في كتابه لنكون دائماً على حذر من الشرك. بل أن الله تعالى أخبر في كتابه الحكيم -لزيادة البيان- ثلاثة أصناف من الناس يدخلون النار مع الداخلين، وليسوا بخارجين منها. مع أنّهم كانوا يقولون في الدنيا "لا إله إلا الله" وهم: [1] أهل الكتاب الذين جعلهم الله مع المشركين لشركهم : قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ﴾ [البينة: 6] . [2] المرتدون الذين كفروا وهم ينتسبون إلى الإسلام : قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَاْ والآخرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [البقرة: 217] . [3] المنافقون الذين كانوا ينتسبون إلى الإسلام ويظهرون موالاة المسلمين ومعادات المشركين . قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اْلمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ اْلأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً﴾ [النساء: 145] . وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً﴾ [النساء: 140].