(ي) القرن الحادي عشر: (1) وقال الشيخ محبّ الله البهارى الحنفى (ت: 1119ﻫ): "مسألة المُصيب فى العقليَّات واحدٌ وإلا اجتمع النقيضان، وخلافُ العنبريِّ بظاهره غير معقول، والمخطئُ فيها إن كان نافيا لملَّة الإسلام فكافرٌ وآثمٌ على اختلاف فى شرائطه كما مرَّ، وإن لم يكن، كخلق القرآن فآثمٌ لا كافرٌ، ومن ثمة أوَّلوا ما عن الشافعيِّ من تكفير قائله بكفران النِّعمة، والشرعيَّات القطعيَّات كذلك، فمنكر الضروريات منها كالأركان وحجيَّة القُرآن ونحوهما كافرٌ آثمٌ، ومنكر النظريات كحجيَّة الإجماع وخبر الواحد آثمٌ فقط. وقال "الجاحظ": لا إثم على المجتهد المخطئ أصلا وإن جرى عليه فى الدنيا حكم الكفر بخلاف المعاند، وقيل: هومراد العنبريِّ، ولنا: (أولا) إجماع السابقين على أنَّهم من أهل النَّارمطلقا، و(ثانيا) مثل قوله تعالى: "فويلٌ للذين كفروا من النَّار"، "ولهم عذابٌ عظيم"، "وهو فى الآخرة من الخاسرين"، والتخصيص بغير المجتهد مدفوعٌ بالصيغة، " (فواتح الرحموت: 2/425) (2) وقال الإمام "الصنعاني"(1059ﻫ - 1182ﻫ) في تطهير الاعتقاد: بعد أن بيّن أنّ القبوريين مشركون: "فإن قلت هم جاهلون أنّهم مشركون بما يفعلونه، قلتُ: قد خرّج الفقهاء في كتب الفقه، أنّ من تكلّم بكلمة الكفر كفر وإن لم يقصد معناها وهذا دالٌ على أنّهم لا يعرفون حقيقة الإسلام ولا ما هية التوحيد فصاروا حينئذ كفّاراً كفراً أصلياً"، فإن قلتَ: فإذا كانوا مشركين وجب جهادهم والسلوك فيهم ما سلك رسول الله صلّى الله عليه وسلم في المشركين؟ قلتُ: إلى هذا ذهب أهل العلم فقالوا: يجب أولاً دعاؤهم إلى التوحيد".