(الثالث): بناء الأمة وقد كان القوم الواحد بعد البيان والإنذار ينقسم إلى فريقين، فريق يصرّ على شركه ويدافع عن تقاليده ويعادي الإسلام والداعي إلى الإسلام وهم الذين سماهم القرآن"حزب الشيطان"، وفريق يستجيب للدعوة ويتّبع الرسول ويتبرأ من الشرك وأهله وهم الذين سماهم القرآن "حزب الله"، وكان ينضمّ إلى هذا الحزب كلّ من آمن بالله وصدق المرسلين ودان بالإسلام، ولهذا كان خطراً يهدّد وجوده الجاهلية،، فكان من الطبيعي أن تقوم المعركة بين الحزبين اللّذين لا يمكن التعايش بينهما طويلاً حتى يقضى أحدهما على الآخر، فلم تكن الرسل الكرام (عليهم السلام) دعاة مبشرين فحسب وإنما كانوا أيضاً قادة للأمم يخوضون بهم المعارك لإعلاء كلمة الله وإذلال حزب الشيطان المجرم. قال تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحديد: 25]. وقال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ [التوبة: 33]. وقال تعالى: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ﴾ [العمران: 146]. وقال تعالى: ﴿وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [البقرة: 251].