(الأولى) الإسلام دين الفطرة: قد فطر الله الناس على الإسلام وإخلاص العبادة له، وأخذ منهم العهد والميثاق على ذلك كي لا يعتذروا بالجهل والتقليد للآباء: قال تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ، أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ، وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآَيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الأعراف: 172-174] وقال تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ [الروم: 30] عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلم ، قال: يقول الله لأهون أهل النار عذاباً لو كانت لك الدنيا وما فيها أكنت مفتدياً بها؟ فيقول: نعم، فيقول: قد أردتُ منك أهون من ذلك وأنت في صلب آدم، أن لا تشرك فأبيت إلاّ الشرك" (مسلم) وعنه أيضاً مرفوعاً: ما من مولود إلاّ وهو على الملّة حتى يبيّن عنه لسانه" (متَّفق عليه) وعن عياض بن حمار رضي الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه قال: وإنّي خلقتُ عبادي حنفاء كلّهم وإنّهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرّمت عليهم ما أحللتُ لهم" (مسلم) وقال ابن عباس رضي الله عنهما: "إنّ الله مسح صلب آدم فاستخرج منه كلّ نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة، فأخذ منهم ميثاق أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً " (الطبرى).