(الرابعة) أما إستدلالهم بحديث (قل لا إله إلاّ الله كلمة أشهد لك بها عند الله). فالجواب: أنّ الحديث حجّة عليهم لأنّهم يقولون أنّ الإسلام هو النطق باللفظ، والحديث يدلّ على أنّ أبا جهل وصاحبه فهموا من قول النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم "قل: لا إله إلاّ الله". أنّه يريد ترك ملّة عبد المطلب ولا يريد النطق المجرّد. ويدلّ على أنّ أبا طالب أبى أن يقول الكلمة لأنّه لم يكن يريد ترك الشرك، ويدلّ على أن أبا جهل أعمق فهماً للإسلام من العلماء اللفظيين المعاصرين، لأنّه فهِم أنّ الإسلام هو "ترك الشرك وتوحيد العبادة لله" وأنّ اللفظ وسيلة إلى هذا المعنى. أمّا اللفظيون فقد فهموا أن قبول اللفظ هو الغاية، فمن قال الكلمة فقد دخل في دين الله وإن كان يشرك بالله الشرك الأكبر. قال الإمام محمد بن عبد الوهّاب: "فقبّح الله من أبو جهل أعلم منه بمعنى لا إله إلاّ الله".