(الفصلُ الثالث): (العقيدة الاعتصامية) لنأخُذ كمثال "منهج جماعة الاعتصام"، وهو كُتيبٌ صغير، فيه خُلاصة اعتقادات جماعة الاعتصام، والمنهج الديني الذي ارتضوهُ لأنفسهم. ومن درسهُ يجدهُ يقُومُ على تلك القاعدتين: (الأولى) قاعدةُ الاعتراف بالحقِّ، وتقرير صحّة المبدإ، لكسب ثقة طلاّب الحقِّ. (الثانية) سلبُ معناهُ بالتحريف والتعطيل، وإماتتُه في التفسير، واختلاقُ مبدإ يُناقضُهُ، ليُحيط به الغُمُوض من كُلِّ جانب، ويكُون عديم التأثير، فلا يصلُحُ لأن يكُون أساسا لمنهج حياة، وبيانا للتمييز بين أهل الإيمان وأهلِ الكُفر. إنَّ واضعِي "العقيدة الاعتصامية" قد أقامُوها على هاتين القاعدتين، فصار لكُلِّ مسألة وجهان مُتضادّان مُتناسخان، يأتُون بالاعتراف والإقرار بالحقِّ، وعدم ردِّه بصراحة عند البيان النَّظري لمبادئ الدِّين، وأوليّات العقيدة، ثُمّ تعقيبه بتعطيل معناهُ، وإبطال دلالته بقواعد تُناقضُهُ، وتُزيلُ أثرهُ من القُلوب، بل تجعلهُ كالمعدُوم. وأغلبُ الظنِّ أنّهم يرون -أو ترى غالبيتهم- أنَّ مذهبهم وما قرَّرُوهُ في "منهجهم" صحيحٌ، ولكنّهم في الحقيقة واقعُون في فخِّ أعداء الدِّين، قد صارُوا -لبساطتهم وسذاجتهم- من مُنفذِي "خطّة العصر" المُدمرةِ للدِّين من أساسه، خطّة تدمير الدِّين باسمِ الدِّين. وإليك بيانُ لما أصاب "مبادِئ الدِّين الأساسيّة"، من تحريف وتعطيل، بيد واضعِي "الاعتصامية":