(المسألة الثامنة) الولاء والبراء من أصل الدين (أولا) الإقرار والاعتراف: جاء في رسالتهم: (ونُبغضُ أهل الشرك ونعاديهم). و(أنه لا يجوز للمسلمين أن يتنازلوا للكفار عن شيء من دينهم وعقيدتهم أو أن يرضوا عن شيء من دين الكفار الباطل). (ونبرأ إلى الله سبحانه من كل تجمع يناقض الإسلام ويحاربه). اهـ وجاء في رسالتهم: (ونرى أنه يحرم على المسلم قطعاً موالاة الكفار وحبّهم وطاعتهم ونصرتهم وإعانتهم على المسلمين واتخاذهم بطانة من دون المؤمنين) فأثبتُوا: 1) أنَّهم يُبغضُون أهل الشرك ويُعادونهم و لا يتولّونهم. 2) يبرأون إلى الله سبحانه من كل تجمع يناقض الإسلام ويحاربه. (ثانيا) التعطيل: (أولاً) إنّ ما أثبتُوهُ من الحقِّ في باب الولاء والبراء، ربّما ينطبقُ على موقفهم من اليهُود والنّصارى والمجُوس، ولا ينطبقُ على أهلِ الشركِ عامّة، لأنّهم أدخلُوا المشركين النّاطقين بالشهادتين في حظيرة الإسلام، بقواعد أخطأوا في فهمها، ووضعُوها في غير مواضعها، فوالُوهم واتَّخذُوهم إخوة في الدِّين. والولاءُ والبراءُ مُنبثقٌ من العقيدة، فمن أخطأ في فهم العقيدة، والتبس عليه الإسلام والشرك، وعجز عن التفريق بين المسلم والمُشرك، كيف يدَّعِي تحقيق "الولاء والبراء"!!. (ثانياً) إنّ حُكام العالم الإسلامي سابقا، العلماني حاليا، يجهرُون ويفتخرُون بعلمانيتهم، واتّباعهم للقوانين التي وضعها الكفارُ، وهجرهم لكتاب ربّهم. وهم يعملُون جنبا لجنبٍ مع أسيادهم الغربيين، في الحيلُولة دُون عودة الإسلام. وأصحابُ "الاعتصامية" وأمثالهم، يُنزلُونهم منزلة الخلفاء المسلمين، ويدخُلون في أجهزتهم، ويُغرُونهم بالمُوحِّدين. إنّ أولئك الحُكام قد تولّوا اليهُود والنّصارى، وفي القُرآن: "ومن يتولّهم منكم فإنّهُ منهم"، وأصحابُ "الاعتصامية" وأمثالهم، قد تولّوا من تولّى اليهُود والنّصارى، وحُكمُ الآية ثابتٌ لم يتغيّرْ: "ومن يتولّهم منكم فإنّهُ منهم"، فهم في قافلة اليهُود والنّصارى بوعيٍ أو بغير وعيٍ. فإنّ من البديهيّات: إذا كان (أ) يُساوي (ب)، و(ب) يُساوي (جـ)، فإنّ (أ) يُساوي (جـ) بلا شكّ. كيف يقُولُون بعد ذلك: (ونبرأ إلى الله سبحانه من كل تجمُّع يناقضُ الإسلام ويُحاربُه)، وهُم يُوالُون العلمانيين، والعلمانيُّون يُوالُون اليهُود والنّصارى!!. وقالُوا في رسالتهم: (وأن الولاء للكفار منه ما هو كفر صريح وهو الموالاة التامّة أو المطلقة وهي التي تكون على أساس نصرة دينهم أوحبّ ملّتهم، ومنه ماهو معصية وهو ما دون ذلك) ـ اهـ فهُم لا يعتبرُون أحدًا مُواليا لليهُود مثلا، حتى يقُول: "أنا مع اليهُود"، أو "أنا أحبُّ اليهُودية"، وهم يعلمُون أنّ الفعل قد يكُون أصدق من القول في أحيان كثيرة. فإنّ النّبيَّ صلى الله عليه وسلم، لم يكُن يسألُ إذا فرّ منهُ رجلٌ إلى الكُفار: "هل فرّ إليهم حُبًّا لملّتهم، أو لغرض آخر"، لأنَّ الفعل هُنا أصدقُ من المقال. فقولُ هذه الجماعة في مسألة "مُوالاة الكُفار" مُتناقضٌ، كمن قال: 1) الإنسانُ يخرُجُ من الملّة بموالاة الكُفار بدُون استثناء. 2) الإنسانُ لا يَخرجُ من الملّة بموالاة بعض الكُفار. المذهبُ الحقُّ: هُو أن تقُولَ: "الإنسانُ يخرُجُ من الملّة بموالاة الكُفار بدُون استثناء".