(الخطأ الثلاثُون) في اعتبار حسن القصد: جاء في الجواب: (وهذا الرجل الذي قصد وجها من الحق فاتَّبعه، وغاب عنهُ الوجه الباطل للمسألة، فحكم على الشيء بما عرف من الحقِّ، فأخطأ الحكم، وأخطأ الاسم المترتب على هذا الحكم). والجوابُ: يبدُو انّ الكاتب ظنَّ بأنَّ من قصد وجها من الحقِّ، فأخطأ الحكم، أنَّهُ معذور مطلقاً، وهذا خطأ، لأنَّ المسائل الّتي هي "أصل الدِّين"، يكفُرُ مُخالفها، وإن كان يقصُدُ وجهاً من الحقِّ. فالمشركُون قصدُوا التقرُّب إلى اللهِ، لمّا عبدُوا الملائكة، وأهلُ الكتاب عبدُوا عزير والمسيح ومريم، للفوز بقرب الله. قال الله تعالى: ﴿أَلا للهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾ (الزمر:3).