(الخطأ التاسع والعشرُون) عن الاتحادية: جاء في الجواب: (ذكرتم في سياق الاستشهاد بكلام العلماء، مقولة ابن تيمية رحمه الله في الحلولية الاتِّحادية: "ومن كان محسناً للظنّ بهم وادّعى أنّه لم يعرف حالهم عرف حالهم فإن لم يباينهم ويظهر لهم الإنكار وإلاّ ألحق بهم وجُعل منهم". وكلام الشيخ رحمه الله، غير ما نحن فيه، لأنّ إحسان الظن بهم اقتضاهُ الجهل بالحال لأنّ من جهل حالهم، أحسن الظن فيهم، وأما من عرف حالهم فلا يُحسن الظنّ فيهم إلا لجهل آخر). والجوابُ: كلامُ الشيخ رحمه الله، فيما نحن فيه، لأنَّ الاتِّحادية كانُوا من الكُفّار المنتسبين. وقد أفتى الشيخ وجُوب البراءة منهم، وأنَّ من لا يعرفُ حالهم، وكان محسناً للظنّ بهم وادّعى أنّه لم يعرف حالهم، عرِّف حالهم فإن لم يباينهم ويظهر لهم الإنكار وإلّا اُلحق بهم وجُعل منهم. فإذا كان من لا يعرفُ حالهم، لا يُترَكُ حتى يُوافق المسلمين في البراءة منهم، فكيف يتركُ عالما بحالهم، مستحلّا لموالاتهم في الدِّين، وهذا هو المطلوب. فقولك: "وكلام الشّيخ رحمه الله، غير ما نحن فيه"، ليس بسديد.