(3) طُغيان السّاحِر: والسّاحرُ طاغوت مُتجاوز لحدّ العبد وذلك: (أولاً) لإدّعائه القُدرة الخارقة للعادة بالسحر. (ثانياً) لأنّه صار متبُوعاً بالباطل تخافهُ العامّةُ وتتحاكمُ إليه لأنّهُ -كما تظنُّه العامَّةُ- يعلمُ مالا يعلمون ويقدرُ على مالا يقدرون هم عليه. والسحر كان يُعتبرُ عند أهلِ الجاهلية أو عند بعضهم نوعاً من أنواع العِلمِ. قال الإمامُ الطبريّ في تفسير قوله تعالى: ﴿وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ﴾ "قيل: إنَّ الساحِرَ كانَ عندهم معناه: "العالم", ولم يكن السّحرُ عندهم ذمّاً، وإنَّما دعوه بهذا الإسم لأنَّ معناهُ عندهم كان:"ياأيُّهَا العالم"(الطبري:13/80).