(ب) رحلة الروح إلى السماء قال تعالى: ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ﴾ [النحل: 32]. وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ﴾ [النحل: 28] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "إذا خرجت روح العبد تلقّاها ملكان يصعدان بها قال حماد: فذكر من طيب ريحها وذكر المسك. قال ويقول أهل السماء روح طيبة جاءت من قِبل الأرض صلَّى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه فينطلق بها إلى ربه ثم يقول انطلقوا به إلى آخر الأجل ... وإن الكافر إذا خرجت روحه قال حماد: وذكر من نتنها وذكر لعناً يقول أهل السماء: روح خبيثة جاءت من قِبل الأرض قال: فيقال: انطلقوا بها إلى آخر الأجل. قال أبو هريرة رضي الله عنه فردّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ريطة كانت عليه على أنفه هكذا." [مسلم]. وفي حديث طويل: "وأما العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مدّ البصر ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب فتفرّق في جسده فينتزعها كما يُنتزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وُجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملإ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الرّوح الخبيث؟ فيقولون: فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يُسمى بها في الدنيا حتى يُنتهى به إلى السماء الدنيا فيستفتح له فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ﴿لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ﴾ فيقول الله عز وجلّ: اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلي فتطرح روحه طرحاً. ثم قرأ: ﴿وَمَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ﴾ [ أحمد/ أبو داود ]. عن أبي قتادة الأنصاريّ رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مُرّ عليه جنازة فقال: مستريح ومستراح منه. قالوا: يا رسول الله: ما المستريح والمستراح منه؟ قال: "العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها الى رحمة الله عز وجل والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب" [البخاري]. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : اسرعوا بالجنازة فإن تلك صالحة فخير تقدمونها إليه وإن تك سوى ذلك فشرّ تضعونه عن رقابكم. [متفق عليه]. عن أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه قال: كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت: قدّموني قدّموني وإن كانت غير صالحة قالت : يا ويلها أين تذهبون بها يسمع صوتها كل شئ إلا الإنسان ولو سمعه لصعق. [البخاري ]. عن جابر رضي الله عنه مرّ جنازة فقام لها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقمنا معه فقلنا يا رسول الله إنها يهودية. فقال: "إن للموت فزعاً فإذا رأيتم الجنازة فقوموا" [متفق عليه] .