( جـ ) الحشر – العرض – الحساب قال الله تعالى: ﴿أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ. لِيَوْمٍ عَظِيمٍ. يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [ المطففين : 4-6]. وقال الله تعالى: ﴿وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا. وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا﴾ [الكهف : 47-48]. وقال تعالى: ﴿ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ. وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ مَّعْدُودٍ. يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ﴾ [ هود : 102-105]. قال تعالى: ﴿هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالأَوَّلِينَ﴾ [المرسلات : 38]. وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ. لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ﴾ [ الواقعة : 49-50]. وقال تعالى: ﴿يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ [ غافر : 16]. وقال تعالى: ﴿إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا. لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا. وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا﴾ [93-95]. وقال تعالى: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ. عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾[ 92-93]. وقال تعالى: ﴿فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ. فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ﴾ [ الأعراف : 6-7 ]. وقال تعالى: ﴿يُنَبَّأُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ. بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ. وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ﴾ [ القيامة: 13-15]. وقالى تعالى: ﴿يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ [ المجادلة: 6]. وقال تعالى: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾ [ الأنبياء: 47]. وقال تعالى: ﴿وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ﴾ [ الأعراف : 8-9]. وقال تعالى: ﴿وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ. هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [ الجاثية: 28-29]. وقال تعالى: ﴿وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾ [الكهف:49] وقال تعالى: ﴿وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا﴾ [ الإسراء:13] وقال تعالى: ﴿وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ . وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ﴾ [ الزمر: 69-70]. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض" [متفق عليه ]. عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: "يطوى الله السماء يوم القيامة ثم يأخدها بيده اليمنى ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبِّرون؟ ثم يطوى الأرض بشماله ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون أين المتكبِّرون؟ ." [مسلم]. عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "يحشر الله الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي ليس فيها علم لأحد" [مسلم]. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قام فينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بموعظة فقال: "أيها الناس إنكم تحشرون إلى الله حفاة عراة غرلاً ﴿كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ﴾ وأن أول الناس يكسى يوم القيامة إبراهيم عليه السلام." [مسلم]. عن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: "يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً". قلتُ يا رسول الله الرجال والنساء جميعاً ينظر بعضهم إلى بعض. قال: "يا عائشة الأمر أشدّ من أن ينظر بعضهم إلى بعض". [مسلم]. عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: "تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون مهم كمقدار ميل فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى منكبيه ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً وأشار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بيده إلى فيه" [مسلم]. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم "إن العرق يوم القيامة ليذهب في الأرض سبعين باعاً وإنه ليبلغ أفواه الناس إلى آذانهم" [مسلم]. عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال "يوم يقوم أحدهم في رشحه إلى نصف أذنه" [البخاري]. وفي حديث طويل عند البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه :"يُجمع الناس –الأولين والآخرين- في صعيد واحد يُسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغمّ والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون. فيقول الناس: ألا ترون ما قد بلغكم؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض عليكم بآدم. فيأتون آدم عليه السلام. فيقولون له: أنت أبو البشر، خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم: إنَّ ربي قد غضب اليوم غضَباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنَّه نهاني عن الشجرة فعصيته. نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى نوح فيأتون نوحاً فيقولون: يا نوح إنك أنت أول الرسل إلى أهل الأرض وقد سماك الله عبداً شكوراً، اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول إنَّ ربِّي عز وجل قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، وإنه قد كانت لي دعوة دعوتها على قومي نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى إبراهيم. فيأتون إبراهيم فيقولون: يا إبراهيم أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول لهم: إنَّ ربِّي عز وجل قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، وإني قد كنت كذبتُ ثلاث كذبات نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى موسى. فيأتون موسى فيقولون: يا موسى أنت رسول الله فضّلك الله برسالته وبكلامه على الناس اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول: إنَّ ربِّي عز وجل قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، وإني قد قتلت نفساً لم أؤمر بقتلها نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى عيسي فيأتون عيسى فيقولون: يا عيسى أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه وكلّمت الناس في المهد صبياً اشفع لنا ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول عيسى: إنَّ ربِّي عز وجل قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، -ولم يذكر ذنباً- نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى محمّد صلّى الله عليه وسلّم فيأتون محمّداً صلّى الله عليه وسلّم فيقولون: يا محمّد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربِّك ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فانطلق فأتى تحت العرش فأقع ساجداً لربِّي عز وجل ثم يفتح الله عليّ من محامده وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه على أحد قبلي، يقال يا محمّد ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول: "أمتي يا ربِّ أمتي يا ربِّ" فيقال: اَدخِل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ثم قال: والذي نفسي بيده إنّ ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وحِمْيَرْ. أو كما بين مكة وبصرى. [البخاري]. قال الترمذي يروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وتزيّنوا للعرض الأكبر قبل أن تعرضوا وإنما يخف الحساب على من حاسب نفسه في الدنيا" . عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "من حوسب يوم القيامة عُذّب". قالت: قلت يا رسول الله أليس قد قال الله تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ. فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا﴾ فقال: "ليس ذلك الحساب، إنما ذلك العرض، من نوقش الحساب يوم القيامة عُذّب" [مسلم]. عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيم فعل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه". [الترمذي]. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم "إن أول ما يسأل عنه يوم القيامة –يعني العبد– أن يقال له : ألم نُصحّ لك جسمك ؟ ونُرويك من الماء البارد " [الترمذيّ]. عن صفوان بن مُحرز قال: قال رجل لإبن عمر رضي الله عنهما كيف سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول في النجوى قال : سمعت يقول " يدني المؤمن يوم القيامة من ربه عز وجل حتى يضع عليه كنفه , فيقرّره بذنوبه فيقول هل تعرف؟ فيقول إي ربّ أعرف قال : فيقول: فإني قد سترتها عليك في الدنيا وإني أغفرها لك اليوم قال: فيعطي صحيفة حسناته . وأما الكافر والمنافقون "فينادي بهم على رؤوس الخلائق هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين" [البخاري]. عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: إن الله يدني المؤمن فيضع كنفه عليه ويستره فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم إي ربّ حتى إذا قرّره بذنوبه ورآى فيه نفسه أنه هلك. قال: سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطي كتاب حسناته" [البخاري].