(9) المنطوق والمفهوم: (أ) المنطوق: أصل (288): "‹‹المنطوق››: ما دلّ عليه اللفظ في محلّ النطق. و‹‹المفهوم››: ما دلّ عليه اللفظ لا في محلّ النطق". وقيل المفهوم: ما يقتبس من الألفاظ من فحواها وإشارتها لا من صيغتها. (شرح الكوكب المنير: 3/473). (إرشاد الفحول: 587). أصل (289): "المنطوق ينقسم إلى صريح وغير صريح". فالصريح: هو ما وضع اللفظ له كقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ دلّ على إباحة البيع وتحريم الربا. وغير الصريح: هو المعنى الذي يلزم من اللفظ ودلّ عليه اللفظ في غير ما وضع له. وينقسم إلى ثلاثة أقسام: 1) دلالة الاقتضاء. 2) دلالة الإشارة. 3) دلالة الإيماء والتنبيه. (شرح الكوكب المنير: 3/473). (إرشاد الفحول: 587). أصل (290) : "دلالة الاقتضاء لا تكون أبداً إلاّ على محذوف دلّ المقام عليه، ولا مفرّ من تقريره لعدم استقامة الكلام دونه لتوقف الصدق أو الصحة عليه". مثال: قوله صلى الله عليه وسلم: لذي اليدين ‹‹كل ذلك لم يكن›› أي في ظنّي، لأنّه دون ذلك المحذوف يكون كذباً. وكقوله تعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ [البقرة:184] أي فمن كان منكم مريضاً أو على سفر (فأفطر) فعدةٌ من أيام أُخر. وقوله تعالى: ﴿أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ﴾ [البقرة: 196]. أي فحلق شعره. (روضة الناظر: 2/198). (شرح الكوكب المنير: 3/474). أصل (291) : "دلالة الإشارة هي دلالة اللفظ على معين ليس مقصوداً باللفظ في الأصل ولكنه لازم للمقصود". مثال: قوله تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ﴾ [البقرة: 187]. يدلّ على صحة صوم من أصبح جنباً. وقوله تعالى: ﴿وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا﴾ [الأحقاف: 15]. مع قوله تعالى: ﴿وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ﴾ [لقمان: 14]. يدلّ على أنّ أقلّ أمد الحمل ستة أشهر. (إرشاد الفحول: 588). (شرح الكوكب المنير: 3/474). أصل (292) : "دلالة الإيماء والتنبيه لا تكون إلاّ على علّة الحكم خاصة". وضابطه أن يُذكر وصفٌ مقترن بحكم في نص من نصوص الشرع على وجه لو لم يكن ذلك الوصف علّة لذلك الحكم لكان الكلام معيباً. (روضة الناظر: 2/199). (شرح الكوكب المنير: 3/475). مثاله: قوله صلى الله عليه وسلم: للأعرابي الذي قال له "هلكتُ، واقعتُ أهلي في نهار رمضان" ‹‹اعتق رقبة››. [البخاري].