(الرابع عشر) الصحابة 167) يُؤمنُون بوجوب إعتقاد إيمانِ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنَّ القرآن شهد لهم بالإيمان والهُدى والفلاح مثل قوله تعالى: "وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" (التوبة:100) 168) يُؤمنُون بأنَّهُ يجبُ على المُسلم أن يكُون سليم القلب واللسان لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنَّ عليه أن لا يفُوته ذلك إذا فاتتهُ الصُحبة. قال تعالى: "والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم" (الحشر:10). وفي الحديث: " لا تَسبُّوا أصحابي، فلو أنَّ أحدَكم أنفقَ مثلَ أُحُدٍ ذهَباً ما بَلغَ مُدَّ أحدِهم ولا نَصيفَه". (البخاري) 169) يُؤمنُون بما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنهم خير القرون، ويقولون بما جاء به الكتاب والسنة والإجماع من فضائلهم ومراتبهم، ويُفضلون من أنفق من قبل الفتح -وهو صلح الحديبية- وقاتل على من أنفق من بعد وقاتل، ويُقدمون المهاجرين على الأنصار، ويؤمنون بأن الله قال لأهل بدر - وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر- "اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"، وبأنه لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة، كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة . 170) يشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم، كالعشرة، وثابت بن قيس بن شماس، وعكاشة، وغيرهم من الصحابة . 171) يقرُّون بأنَّ خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر، ويثلثون بعثمان ويربعُون بعلي رضي الله عنهم. والصحابة لم يختلفُوا في تقديم أبي بكر ثم عمر، وإنَّما كان اختلافٌ ليس بكبير في عثمان وعلي. وقد تواتر عن علي رضي الله عنه أنه قال: "لا أوتي برجل فضلني على أبي بكر، وعمر، إلا جلدته حدَّ المفتري". وعنِ ابن عمرَ رضيَ اللَّهُ عنهما قال: "كنّا في زَمن النبيِّ صلى الله عليه وسلم لا نَعدِلُ بأبي بكر أحداً، ثم عمرَ ثم عثمانَ، ثمَّ نترُكُ أصحابَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لا نُفاضِلُ بينَهم" (البخاري) 172) ويحبُّون أهل بيت رسول الله، ويتولونهم، ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال يوم غدير خم: "أذكركم الله في أهل بيتي"، وقال أيضاً للعباس عمه لما اشتكى إليه من جفوة بعض قريش لبني هاشم فقال: "والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبُّوكم لله ولقرابتي". 173) ويتولون أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمهات المؤمنين، ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة. ويعرفُون لخديجة رضي الله عنها فضلها، وهي أمُّ أكثر أولاده، صلى الله عليه وسلم، وأول من آمن به، وعاضده على أمره. كما يعرفون لعائشة فضلها، الصِّدّيقة بنت الصّدّيق رضي الله عنها، التي قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام". (متَّفق عليه) 174) يُؤمنُون بأنَّ تكفير الصحابة كفرٌ، وتكذيبٌ للقرآن، الَّذي شهد لهم بالإيمان وبشَّرهم بالجنَّة. وأنَّ من كفَّر الصحابة بتأويل، فهو مُبتدعٌ. 175) ويُمسكون عن ما شجر بين الصحابة، ويقولون: إن هذه الآثار المرويَّة في مساويهم منها ما هو كذب، ومنها ما قد زيد فيه ونقص، وغُيِّر عن وجهه، والصحيح منه، هم فيه معذورون،إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون. 176) لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره، بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة. ولكنَّهم يعلمُون أنَّ الصحابة لهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر عنهم إن صدر، حتى إنهم يُغفرُ لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم، لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات مما ليس لمن بعدهم. 177) يعلمُون أنَّهُ إذا كان قد صدر من أحد الصحابة ذنب، يكون قد تاب منه، أو أتى بحسنات تمحوه، أو غفر له بفضل سابقته، أو بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم الذي هم أحق الناس بشفاعته، أو ابتلى ببلاء في الدنيا كُفِّرَ به عنه. فإذا كان هذا في الذنوب المحققة فكيف الأمور التي كانوا فيها مجتهدين إن أصابوا فلهم أجران، وإن أخطأوا فلهم أجر واحد، والخطأ مغفور، ثم القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نزر مغفور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح. 178) يقُولُون: من نظر في سيرة الصحابة -بعلم وبصيرة- وما منَّ الله عليهم من الفضائل، علم يقيناً أنهم خير الخلق بعد الأنبياء، لا كان ولا يكون مثلهم، وأنَّهم الصفوة من قرون هذه الأمة، التي هي خير الأمم وأكرمها على الله. 179) وأهلُ السنَّة هم الوسط، في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم بريئُون من طريقة الرافضة المُتبرِّئين من أبي بكر وعمر، وغالب الصحابة، وأمّهات المُؤمنين. ومُتبرِّئون من طريقتهم في الغلو في عليٍّ والأئمّة من أهل البيت. ومُتبرِّئون كذلك من طريقة الخوارج والنواصب الَّذين يُكفرُون عليا ومعاوية ومن كان معهما من الصحابة. 180) ويتبرؤن من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم، وطريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل .