(الثاني عشر) الصفات 137) يُؤمنون بأنَّ الله له الأسماء الحسنى وصفات الكمال، ولا نظير له في ذلك. 138) مذهبهم في الصفات هو: أن يوصف الله تعالى بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، بدون تمثيل وتشبيه وبدون تحريف وتعطيل. فهم لا يُحرِّفُون الكلم عن مواضعه، ولا يلحدون في أسماء الله وآياته، ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه. ومن أثبت صفات الله ونفى عنه مشابهةَ المخلوقين فقد آمن بالقرآن. ودلَّ على ذلك قوله تعالى: "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" (الشورى:11) 139) يُؤمنون بأنَّ النفي والتشبيه الصادر من المتأوّلين كفر في المآل،أي: هما بدعتان تؤولان إلى الكفر، لأنّ ذلك تكذيب بالقرآن. 140) يُؤمنون بعلوّ الله واستوائه على عرشه، قال تعالى: "الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى" (طه:5) وأنَّ الاستواء حقيقة، ومعناه معلوم والكيف مجهول. قال الإمام مالك: "الاستواءُ معلومٌ، والإيمانُ به واجب، والكيفُ مجهولٌ، والسؤال عنه بدعة" 141) يُؤمنون بأنَّ من جهل أن الله واحد أو حيٌّ، أو أنَّه خالق العالم، وأمثال هذه الصفات التي لايصحُّ الإيمان و التوحيد بدون اعتقادها، فإنَّ جاهلها لا يكون مؤمنا ولا مسلما. 142) يُؤمنون بأنَّ الرؤية حق لأهل الجنة، بغير إحاطة ولا كيفية، كما جاء في القرآن: "وُجُوهٌ يَوْمَئذٍ نَّاضِرَةٌ. إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ" (القيامة:22-23). فيرونه يوم القيامة عياناً بأبصارهم كما يرون الشمس صحواً ليس بها سحاب، وكما يرون القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته، يرونه سبحانه وهم في عرصات القيامة، ثم يرونه بعد دخول الجنة. وهم يُثبتُون الرؤية غير متأولين بآرائهم، ولا متوهمين بأهوائهم. 143) يُؤمنون بأنَّ المعراج حقّ. وقد أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم وعرج بشخصه في اليقظة إلى السماء، ومن ثَمَّ إلى حيث شاء الله من العُلا. وأكرمه الله بما شاء وأوحى إليه ما أوحى. 144) يُؤمنون بأنَّ العرش والكرسي حقّ، وأنَّهُ مستغن عن العرش وما دونه، وأنَّهُ فوق كل شيء، وأحاط بكل شيء علماً. 145) يُؤمنُون بأنَّ الله اتخذ إبراهيم خليلا وكلم موسى تكليما، قال تعالى: "وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً" (النساء:125) وقال: "وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا" (النساء:164) 146) وأهلُ السنَّة هم الوسط، في باب صفات الله سبحانه وتعالى، بين أهل التعطيل الجهمية وأهل التمثيل المشبهة. 147) ويُؤمنُون بأنَّ الله مع عباده، وعلمهُ محيطٌ بهم. قال تعالى: "لا تخافا إنَّني معكما أسمعُ وأرى" (طه:46). وقال:"وهو معكم أين ما كنتم" (الحديد:4) 148) وأنَّ لهُ مع عباده المؤمنين معيّة أخرى خاصة، غير المعية العامة، وهي معية النصرة والتوفيق والتسديد، كما في قوله تعالى: "إِنَّ اللهَ مَعَ اَّلذِينَ اتَّقَـوا وَالَّذِينَ هُم مُحْسِنُونَ" (النحل: 128) 149) ويُؤمنُون بأنَّه يجبُ أن يصان الله عزَّ وجلَّ عن الظنون الكاذبة، فلا يجوزُ الظنُّ بأنَّ السماء تقلُّهُ، فهذا باطل بإجماع أهل العلم والإيمان، فإن الله قد وسع كرسيه السماوات والأرض، وهو الذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا، ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه. 150) ويُؤمنُون بأنَّ ما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته، فإنه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته، وهو عليُّ في دنوه، قريب في علوه. قال تعالى: " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ" (البقرة:186). وجاء في الحديث: "إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته" (مسلم) 151) ويُخالفُ مذهب أهل السنَّة في فهم آيات الصفات أقسام من الناس: • يخالفهُ المُشبِّهة الذين ضلُّوا في الإثبات وشبَّهوا الله بخلقه. • ويخالفهُ المعتزلة والأشعرية وأمثالهم الذين ضلُّوا في النَّفي والتأويل، وعطَّلُوا الآيات عن المعاني الَّتي تُوجبُها اللغة. • ويُخالفهُ المتوقفة الذين قالوا عن آيات الصفات: "قد تكون صفات وقد لا تكون". أو أعرضوا عن الكلام في هذا الموضوع، ولا يزيدون عن التلاوة.