(السادس) اليوم الآخر 71) يُؤمنُون بأنَّ الإيمان باليوم الآخر، من الإيمان بالله، وأنَّ من لم يُؤمن باليوم الآخر، لم يُؤمن بالله، وكان من الكافرين. 72) يُؤمنُون بأنَّ من لم يؤمن باليوم الآخر، لا ينفعهُ ما يُظهرهُ من الإسلام، في أحكام الدُنيا والآخرة. 73) يُؤمنُون بأنَّ مِن الإيمان باليوم الآخر: الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون قبل الموت كأشراط السَّاعة، وبعد الموت كفتنة القبر، وعذاب القبر ونعيمه. 74) يُؤمنون بأشراط الساعة، من خروج الدجال، ونزول عيسى بن مريم عليه السلام من السماء، ويُؤمنون بطلوع الشمس من مغربها، وخروج دابة الأرض من موضعها. 75) يُؤمنُون بأنَّ الناس يمتحنون في قبورهم فيقال للرجل: "من ربُّك وما دينك ومن نبيك ؟". فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فيقول المؤمن: "ربي الله، والإسلام ديني، ومحمد صلى الله عليه وسلم نبيي" وأما المرتاب فيقول: "هاه هاه لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته". فيعذَّبُ في القبر. 76) يُؤمنُون بأنَّ بعد هذه الفتنة: إما نعيم وإما عذاب، إلى أن تقوم القيامة الكبرى فتعاد الأرواح إلى الأجساد . وفي الحديث: "إِنَّمَا القَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ" (الترمذي والحاكم) 77) يُؤمنُون بقيام القيامة التي أخبر الله بها في كتابه وعلى لسان رسوله وأجمع عليها المسلمون، فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين حفاة عراة غرلا، وتدنو منهم الشمس ويلجمهم العرق. 78) يُؤمنُون بأنَّ الموازين تُقامُ فتوزن بها أعمال العباد. قال تعالى: "فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون" (102-103) 79) يُؤمنُون بأنَّ صحائف الأعمال تنشرُ، فآخذ كتابه بيمينه وآخذ كتابه بشماله أو من وراء ظهره، كما قال سبحانه وتعالى: "وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا" (الإسراء:13-14) 80) يُؤمنُون بأنَّ الله يحاسب الخلائق، ويخلو بعبده المؤمن فيقرره بذنوبه كما وُصف ذلك في الكتاب والسنة، وأما الكفار فلا يُحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته –فإنه لا حسنات لهم– ولكن تعدُّ أعمالهم فتحصى فيوقفون عليها. 81) يُؤمنُون بأنَّ في عرصات القيامة الحوض المورود للنبي صلى الله عليه وسلم، ماؤه أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، آنيته عدد نجوم السماء، وطوله شهر وعرضه شهر، من يشرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدا. 82) يُؤمنُون بأنَّ الصراط منصوب على متن جهنم، وهو الجسر الذي بين الجنة والنار، يمرُّ الناس على قدر أعمالهم، فمنهم من يمرُّ كلمح البصر، ومنهم من يمرُّ كالبرق، ومنهم من يمرُّ كالريح، ومنهم من يمرُّ كالفرس الجواد، ومنهم من يمرُّ كركاب الإبل، ومنهم من يَعْدو عدْواً، ومنهم من يمشي مشياً، ومنهم من يزحف زحفاً، ومنهم من يخطف خطفاً ويلقى في جهنم .فإن الجسر عليه كلاليب تخطفُ الناس بأعمالهم، فمن مرَّ على الصراط دخل الجنة. 83) يُؤمنُون بأنَّ المُؤمنين إذا عبروا على الصراط، وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار فيقتصُّ لبعضهم من بعض، فإذا هُذِّبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة. 84) يُؤمنُون بأنَّ أول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم، وأول من يدخل الجنة من الأمم أمته . 85) يُؤمنُون بأنَّ للنَّبي صلى الله عليه وسلم في القيامة ثلاث شفاعات : (الأولى) يشفع في أهل الموقف حتى يقضى بينهم بعد أن يتراجع الأنبياء – آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم – من الشفاعة حتى تنتهي إليه . (الثانية) يشفع في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة. وهاتان الشفاعتان خاصتان له. (الثالثة) يشفع فيمن استحق النار –وهذه الشفاعة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم– فيشفع فيمن استحق النار أن لا يدخلها، ويشفع فيمن دخلها أن يخرج منها 86) يُؤمنُون بأنَّ الله يخرج من النار أقواماً بغير شفاعة بل بفضله ورحمته، ويبقى في الجنة فضل عمن دخلها من أهل الدنيا فينشيء الله لها أقواماً فيدخلهم الجنة. 87) يُؤمنُون بأنَّ الجنَّة لا يدخلها كافرٌ ولا مُشركٌ بالله، قال تعالى: "وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ" (الأعراف:50) وفي الحديث: " إِنَّهُ لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلاَّ نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ" (مُتَّفق عليه).