(الرابع) الكتب 48) يُؤمنُون بأنَّ الإيمان بكتب الله، من الإيمان بالله، وأنَّ من لم يُؤمن بكتب الله، لم يُؤمن بالله، وكان من الكافرين. 49) يُؤمنُون إيماناً مُجملا بجميع ما أنزل اللهُ من الكتب، ما ذكرهُ في القرآن، وما لم يذكُرهُ فيه. ويُؤمنُون إيماناً مُفصَّلا بما سمَّاهُ الله من الكُتب، كالتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم. 50) يُؤمنُون بأنَّهُ لا يصحّ لمنكر كُتب الله جملة أو تفصيلا إيمانٌ وإسلامٌ. وأنَّ من لم يؤمن بكتاب واحد من كتب الله، لا ينفعه إيمانه بباقي الكتب، ولا ينفعهُ ما يُظهرهُ من الإسلام، في أحكام الدُنيا والآخرة. 51) يُؤمنُون بأنَّ كلَّ الكتب السماوية منسوخة بالقرآن، وأنَّهُ لا يحلُّ التقرُّبُ إلى الله إلا بشريعة القرآن. 52) يُؤمنُون بأنَّ طريقة الراسخين في العلم أن يردُّوا المتشابه إلى المحكم، وأنَّ اتباع المتشابه وترك المحكم، من علامات أهل الزيغ. 53) يُؤمنُون بأنَّ من لم يؤمن بالقرآن لا ينفعه إيمانه بالكتب المتقدِّمة. كما هو حالُ اليهُود والنَّصارى، الَّذين جعلهم اللهُ من المغضُوب عليهم والضالِّين. 54) يُؤمنُون بأنَّ التَّوراة والإنجيل الَّتي بأيدي أهل الكتاب مُحرَّفةٌ مُبدَّلةٌ، ودخلها آراءُ النَّاس وأوهامُهم، وأنَّها ليست كما انزلها اللهُ، وأنَّ فيها تواريخ وأقوال لغير الأنبياء، كُتبت بعد أزمان وجود الأنبياء. 55) يُصدِّقُون ما صدَّقهُ القرآنُ مما في الكُتب المُبدَّلة، ويُنكرُون ما أنكرهُ القرآنُ، ويُمسكون عمَّا سكت عنهُ القرآن. 56) يُؤمنُون بأنَّ من قدَّمَ أحكام التوراة أو الإنجيل المنسوخة على أحكام القرآن، أو سوَّى بينهما أنَّهُ قد كفر بالقرآن. 57) يُؤمنُون بأنَّ من قدَّمَ أحكام القوانين الوضعيَّة البشرية على أحكام القرآن، أو سوَّى بينهما أنَّهُ قد كفر بالقرآن. 58) يُؤمنُون بأنَّ من أنكر حجيّة السنة الصحيحة، أنَّهُ قد أنكر القرآن، ومن أنكر القرآن فقد خرج عن الإيمان، لأنَّ القرآن يدعوا إلى طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وينهى عن عصيانه. فقد جاء فيه: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ" (النساء:64). وجاء فيه: " وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا" (الأحزاب:36) إلى غير ذلك من الآيات. 59) يُؤمنُون بأنَّ من أنكر واجبا من الواجبات المذكورة في القرآن أوالسنّة أو محرَّما من المحرَّمات، ومثله يجهله وجبت إقامة الحجّة عليه، قبل تكفيره أو عقوبته. قال تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (التوبة:115) 60) وإقامة الحجّة عندهم هي الإسماع والتبليغ، وليست الهداية أوالإلزام. قال تعالى: "وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" (الشورى:52) وقال: "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" (القصص:56) 61) يُؤمنُون بأنَّ القرآن كلام الله حقيقة، منه بدأ بلا كيفية قولا، وأنزله على رسوله وحيا، ليس بمخلوق. ومن زعم أنه كلام البشر، أو أنَّهُ مخلُوقٌ فقد كفر. 62) يُؤمنُون بأنَّهُ لا يجوزُ إطلاق القول بأنه حكاية عن كلام الله أو عبارة، بل إذا قرأه الناس أو كتبوه في المصاحف لم يخرج بذلك عن أن يكون كلام الله تعالى حقيقة، فإن الكلام إنما يضاف حقيقة إلى من قاله مبتدئاً لا إلى من قاله مبلغاً مؤدياً. 63) يُؤمنُون بأنَّ القرآنَ كلام الله، حروفَه ومعانيه ليس كلام الله الحروف دون المعاني، ولا المعاني دون الحروف.