(الثاني) توحيد الألوهية 24) يُؤمنُون بأنَّ الله واحد لا شريك له، ولا إله غيره. وأنَّ كُلَّ معبُودٍ من دونه باطلٌ، غيرُ مُستحقّ للعبادة. قال تعالى: "فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللهُ" (محمد:19). وقال: "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا" (النساء:36) 25) يُؤمنون بأنَّ الغاية من خلق البشر، هي أن يعبدوا الله وحده، ولا يُشركُوا به شيئاً. قال تعالى: "وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإنْسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ" (الذاريات:56) 26) يُؤمنون بأنَّ توحيد الله سبحانه في شعائر العبادة، وفي الشرائع القانُونية. هو دينَ الله، وأنَّ الشرك بالله هو دينُ المُشركين. قال تعالى: "قُلْ إنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِ العَالَمينَ. لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسلِمِينَ" (الأنعام: 162-163) 27) يُؤمنُون بأنَّ العبادة لا تكُونُ إلا لله، ولهُ الدينُ الخالصُ. وأنَّ من صرف العبادة لغيره صار من الكافرين المُشركين. وهم مُجمعون على أَنَّ من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم ويسأَلهم، أنَّهُ قد صار من الكافرين". 28) يُؤمنُون بأنَّ من بطل توحيدهُ لشركه، لا ينفعه ما يدَّعيه من الإيمان بالله، وملائكته، وكُتبه، ورسله، واليوم الآخر، ولا ينفعهُ ما يُظهرهُ من الإسلام، في أحكام الدُنيا والآخرة. 29) يُؤمنُون بأنَّ كلمة "لا إله إلا الله"، هي كلمة التَّوحيد، وهي العُروة الوثقى، وهي البراءة من الشرك. وتحقيقها أن تعبد الله ولا تُشرك به شيئاً. 30) يُؤمنُون بأنَّ الإقرارَ بها لا ينفعُ من كانَ يُقرُّ بها في كُفره، حتى يتبرَّأ من الكُفرِ. فقد أقرَّ بها اليهُود والنَّصارى وكثيرٌ من المُرتدِّين، ولم يصيرُوا بالإقرار مُسلمين. 31) يُؤمنُون بأنَّ الإيمان لا يصحّ إلا بالتوحيد ولا يصحُّ التوحيد إلاّ بالبراءة من الشرك، ولا تصحّ البراءة من الشرك إلاّ بالبراءة من أهل الشرك. 32) يُؤمنُون بأنَّ العلم من شروط "لا إله إلاّ الله"، وأنَّهُ إذا عُلم أنَّ القائل لا يفهم معناها لا يكون مسلما بقولها في أحكام الدنيا، ولا يدخل بها الجنَّة في الآخرة. قال الإمام البخاري في كتاب العلم من صحيحه: "باب العلم قبل القول والعمل": قال الله تعالى: "فاعلم أنّه لا إله إلا الله"، فبدأ بالعلم قبل القول و العمل. قال الحافظ: قال بن المنير: أراد به أنّ العلم شرط فى صحة القول والعمل، فلا يُعتبران إلا به فهو متقدّم عليهما. (فتح الباري: 1\العلم) 33) يُؤمنُون بأنَّ الإخلاص وعدم الشرك من شروط "لاإله إلاالله"، وأنَّ من قالها وهو في الشرك لا يكون مسلما بقولها في أحكام الدنيا، لأنَّه لم يأت بالشرط الأول من شروط الدخول في الإسلام والذي هو، "التوبة من الشرك". قال تعالى: (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ) (التوبة:11) قال أنس رضي الله عنه:" قال: توبتهم خلعُ الأوثان، وعبادةُ ربِّهم وإقام الصلاةِ وإيتاءِ الزّكَّاة." (الطبري) قال الحليمي: "ولو قال الوثني لا إله إلا الله وكان يزعم ان الصنم يقربه الى الله لم يكن مؤمنا حتى يتبرأ من عبادة الصنم" (فتح البارى:كتاب التوحيد) 34) يُؤمنُون بأنَّ الصدق وعدم النفاق من شروط "لا إله إلا الله"، فمن قالها نفاقا نجا في الدنيا، وأخلد في النَّار في الآخرة. قال تعالى: "إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا" (النساء:145) 35) يُؤمنُون بأنَّ اليقين وعدم الشكِّ من شروط "لا إله إلا الله"، فمن قالها، وقال: "أنا أشكُّ في كونها حقَّا", لم يكن بقولها المجرَّد مسلماً. ومن قالها وأخفى شكَّه من النَّاس كان منافقا له ما للمنافقين في الدنيا والآخرة. قال تعالى: "في قلوبهم مرض" أي: شكٌّ. 36) يُؤمنُون بأنَّ المحبَّة وعدم البغض من شروط "لا إله إلا الله"، فمن قالها وأظهر البغض للتوحيد وأهله، لم تنفعه الكلمة في الدنيا والآخرة. قال تعالى: "ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ" (محمّد:9) 37) يُؤمنُون بأنَّ القبول وعدم الإنكار من شروط " لا إله إلا الله "، فمن قالها وأنكر معناها أي: أنكر إخلاص العبادة لله، لم تنفعه الكلمة في الدنيا والآخرة. لأنَّ الكفار هم الذين يُنكرُون ويقولون: "أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا" و"أئنَّا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون" و"إن كاد ليضلنا عن آلهتنا" 38) يُؤمنُون بأنَّ الإنقياد وعدم الترك والإعراض من شروط "لا إله إلا الله" فمن قالها وأعرض عن أوامر الله، واستكبر عن تعلّمها، واستحلَّ العمل بما يُخالفها، لم تنفعه الكلمة في الدنيا والآخرة. قال تعالى: "وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ" (الأحقاف:3)